الإمارات وتركيا: تعاون استراتيجي | ابن الديرة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


العلاقات الإماراتية – التركية شهدت في نهاية عام 2021 نقلة نوعية، تزامنت مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى تركيا تلبية لدعوة وجّهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لسموّه فكانت هذه الزيارة محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات خدمة للمصالح المشتركة.
أمس، حل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ضيفاً عزيزاً على تركيا للمرة الثالثة، خلال أربع سنوات، بعد زيارتين في يونيو 2023 ونوفمبر 2021، في حين زارنا الرئيس أردوغان خمس مرات خلال الفترة ذاتها، منها حضوره القمة العالمية للحكومات 2024، التي شاركت فيها تركيا ك «ضيف شرف».
هذه الزيارات شهدت توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من أبرزها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 2023، وتأسيس لجنة استراتيجية عليا بين البلدين، إلى جانب توقيع اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار.
العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، تأخذ يوماً بعد يوم شكلاً أكثر قوة ومتانة على جميع المستويات، وأمس ترأس صاحب السمو رئيس الدولة والرئيس التركي في أنقرة الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية العليا، ليؤكدا أن علاقات البلدين خاصة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والصناعية، إضافة إلى الطاقة المتجددة والأمن الغذائي تسهم في تسريع مسار التنمية المستدامة في البلدين.
الرئيس التركي، قدّر من جانبه حجم هذه الزيارة لضيفه الكبير ليؤكد أنها تشكل دفعاً قوياً لعلاقات البلدين على جميع المستويات، من منطلق حرصه على تعزيز التعاون مع الإمارات لما فيه الخير للبلدين وشعبيهما، وبما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، يدرك ومن خلال زيارته لتركيا في هذا التوقيت، حرصه ومضيفه التركي على بحث القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ومستجدات منطقة الشرق الأوسط، من خلال التأكيد على دعم كل الجهود لدفع مسار السلام الإقليمي الذي يشكل القاعدة الرئيسية للتنمية، مع التشديد على ضرورة تبنّي الحوار والحلول الدبلوماسية للتعامل مع مختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بما يحقق مصالح جميع الدول وشعوبها.
العلاقة الإماراتية التركية، علاقة استراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة، وهي إن طورت باتفاقية الشراكة الشاملة بين البلدين إلا أنها في الشأن السياسي المتعلق بالمنطقة تشكل حجر زاوية، في تعزيز الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، الذي بات بحاجة حقيقية إلى الركون إلى الحوار والدبلوماسية لتفكيك أزماتها، وبث روح الاستقرار فيه، بعد عقود من الصراع والتوتر.
[email protected]



‫0 تعليق

اترك تعليقاً