بعد توثيق حلق شاربه وإهانته… وفاة شيخ درزي من سوريا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


بيروت-أ ف ب

في مقطع فيديو، ظهر شيخ درزي مسنّ، محاطاً برجال بزي عسكري، ويحلق له أحدهم شاربيه، ما أثار غضباً واسعاً. وبعد ساعات، علمت عائلته عبر اتصال من مجهول وفاته، وفق ما أفادت حفيدته وكالة «فرانس برس».

ومنذ دخول القوات الحكومية إلى محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية لفضّ اشتباكات اندلعت، الأحد، بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، تحدث سكان وشبكة إخبارية محلية و«المرصد السوري» عن انتهاكات بحق الأهالي، وثّق عناصر الأمن والجيش عدداً منها بأنفسهم. وتعهدت الرئاسة الأربعاء، بمحاسبة المرتكبين.

الشيخ مرهج شاهين

وانتشر، الثلاثاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع مصوّر يظهر فيه الشيخ مرهج شاهين (80 عاماً) أمام منزله، بينما يضع عنصر بزي عسكري يده على رأسه ويحلق بيده الأخرى شاربيه، وهو ما يعد فعلاً شديد الإهانة في السياق الديني والاجتماعي لدى الطائفة الدرزية، التي تشكل أغلبية السكان في محافظة السويداء.

ويظهر شاهين في الفيديو عاجزاً، بينما يحيط به عدد من المسلحين، ويقول له أحدهم «سلّم السلاح ولا نريد منك شيئاً»، قبل أن يسأله عنصر آخر عن صناديق طلقات، ويجيبه أنها تعود إلى حفيده يونس.

وتقول كريستين، حفيدة شاهين وهي صحفية مقيمة في بيروت بتأثر شديد: «انتشر مقطع الفيديو الذي ظهر فيه جدي عند الساعة الأولى من بعد ظهر الثلاثاء بعد دخولهم إلى قريتنا الثعلة» الواقعة على بعد 12 كيلومتراً غرب مدينة السويداء.

بقي لدفن حفيده

وتضيف: «جدي مسالم، عندما بدأوا بهجومهم، نزح أهالي القرية وتوسلنا إليه المغادرة، لكنّه أصر على البقاء لدفن حفيده يونس، الذي قتل الاثنين برصاص قناص وليس في الاشتباكات»، موضحة «لم يشأ المغادرة لأنه أراد دفنه».

وأعلنت السلطات السورية، الثلاثاء، وقفاً لإطلاق النار في مدينة السويداء، لكن الاشتباكات تواصلت واتهمت «مجموعات خارجة عن القانون» باستهداف قواتها.

وتقول كريستين: «صوّروا جدي ونشروا الفيديو، وعلى أساس أنهم تركوه، لكننا فقدنا الاتصال به إثر ذلك لساعات»، موضحة: «حاولت عمتي مراراً الاتصال به، وقرابة الثامنة مساء، أجاب أحدهم على اتصالها وقال لها بتهكم إنه لقى حتفه».

وبعد إعلان أفراد من أسرته خبر مقتله، وتداول الخبر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبلّغت العائلة «وفاته جراء سكتة قلبية»، وفق كريستين، في «محاولة للتغطية على فعلتهم».

وتقول كريستين إن القوات الحكومية «اعتقلت عمها وابنه»، من دون أن تعلم العائلة شيئاً عن مصيرهما بعد، معتبرة أن ما يتم نقله عن الانتهاكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليس إلا عينة مما يتعرض له أهالي السويداء من أقرباء ومعارف، بالكاد تقوى على التواصل معهم في الأيام الأخيرة.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً