بيروت: «الخليج»، وكالات
نفت قيادة الجيش اللبناني أنباء عن دخول مسلحين إلى الأراضي اللبنانية، وانسحاب وحدات الجيش من مناطق حدودية في البقاع، مؤكدة أن هذه المزاعم عارية من الصحة، وجاءت بالتزامن مع توترات تشهدها المنطقة بسبب التهريب، كما نفى «حزب الله» بشكل قاطع ما ورد في بيان الداخلية السورية بشأن ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بالحزب.
وانتشرت أنباء، أمس الأحد، عن انسحاب مزعوم للجيش اللبناني من أبراج المراقبة في منطقة بعلبك-الهرمل، وتراجعه إلى خلف بلدة الطفيل ومناطق أخرى على السلسلة الشرقية، وقد أثارت هذه الأنباء تساؤلات بشأن حقيقة الوضع الأمني في هذه المنطقة الحدودية.
واكتسبت هذه الأنباء زخماً قوياً لتزامنها مع تحذير المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك، من احتمالية عودة لبنان ليصبح «جزءاً من بلاد الشام»، والتي تسببت بحملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومخاوف على سيادة البلاد في ظل مساع أمريكية لتدشين مشروع إقليمي غير واضح المعالم بعد.
وأوضحت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، أن الوحدات العسكرية تواصل تنفيذ مهامها الاعتيادية في ضبط الحدود اللبنانية – السورية، إلى جانب مواصلة متابعة الوضع الأمني الداخلي بهدف الحفاظ على الاستقرار، ومنع أي تهديد للأمن العام.
وبموازاة ذلك، نفى «حزب الله» ما ورد في بيان الداخلية السورية بشأن ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بالحزب. وأكد عدم وجود أي نشاط أو وجود له داخل الأراضي السورية.
وكانت الداخلية السورية قد أعلنت في وقت سابق، تنفيذ عملية أمنية «نوعية واستباقية» في حمص أسفرت عن إلقاء القبض على شخص يدعى محمود فاضل، وضبط عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام كانت بحوزته، وقالت إن الشخص ينتمي إلى «حزب الله». وتأتي هذه التطورات، بينما تنشغل الأوساط اللبنانية بالتصريحات الأخيرة للموفد الأمريكي لجهة التحذير من عودة لبنان إلى حضن الشام، كما لم تتجاهل المراجع عينها التوضيحات التي أعاد طرحها في إطار شرح حقيقة موقفه.
وكان توماس باراك، أوضح في تصريحات لاحقة أنه قصد الحديث عن «احتمال نهضة سوريا بسرعة البرق لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع العقوبات الأمريكية، محذراً من أن «إهمال اللبنانيين في تسوية ملفاتهم الداخلية يعيق نهضتهم وقد يعيدهم إلى ما عاشوه في الماضي تحت «أيد إقليمية»، في إشارة إلى محطات تاريخية غابرة».
وفي محاولة واضحة لطمأنة اللبنانيين والتخفيف من حجم الصدمة التي تسببت بها مواقفه، اضطر باراك إلى تأكيد أنه لم يقصد بحديثه عن عودة لبنان إلى «بلاد الشام» أي تهديد للبنان، بقدر ما طلب من المسؤولين اللبنانيين بأن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه المرحلة بالذات، مشيراً إلى أن«قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش».