بيروت: «الخليج»
أنجزت الحكومة اللبنانية، خطة متكاملة للعودة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلادهم، وسقط قتيلان بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان، فيما أقرت وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان بيع وصيانة طائرات بقيمة 100 مليون دولار.
فقد أفيد بإنجاز خطة متكاملة وضعتها الحكومة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، على أن تتم مناقشتها في مجلس الوزراء في أقرب فرصة لأخذ موافقته على المضي قدماً بها، وقد تزامن طرحها بعدما أعدتها لجنة وزارية مختصة مع إعلان مفوضية اللاجئين في لبنان عن وقف دعم التكاليف الاستشفائية المخصصة للنازحين بشكل كامل مع نهاية السنة الحالية كمرحلة أولى، وذلك نتيجة النقص الكبير في التمويل، ما سيؤثر بشكل مباشر في 80 ألف نازح سوري، على أن تشمل المرحلة التالية، إنهاء الدعم المقدم للتعليم، وخصوصاً المساعدات المخصصة للأطفال النازحين غير الملتحقين بالمدارس، بما يشمل برامج محو الأمية وتعليم الحساب، ابتداء من شهر يوليو/تموز الجاري، ما يؤثر في نحو 15 ألف طفل بشكل مباشر.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى قبل انطلاق السنة الدراسية المقبلة. ويتوقع أن يتراوح عدد العائدين، ودائماً وفق الخطة الوزارية، بين 200 و400 ألف نازح سوري. ويحصل كل نازح على مبلغ 100 دولار للعائدين بشكل منظم بواسطة حافلات. أما بخصوص العودة غير المنظمة فيتوجب على النازح الإبلاغ عن موعد مغادرته وتأمين وسيلة التنقل، ويحصل بدوره على 100 دولار، وسيُعفى المغادرون من الغرامات المترتبة عليهم نتيجة إقامات منتهية الصلاحية، شرط عدم العودة إلى لبنان.
على الجانب الأمني أدت غارة إسرائيلية على منزل في وطى الخيام إلى سقوط قتيل. كما سجلت غارة إسرائيلية بمسيّرة على سيارة في النميرية قضاء النبطية أدت إلى سقوط قتيل وإصابة خمسة أشخاص بجروح.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاعون) في بيان، إن وزارة الخارجية وافقت على اتفاق محتمل لبيع عتاد صيانة لطائرات «إيه-29 سوبر توكانو» إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار. وسوبر توكانو طائرة هجومية خفيفة متعددة المهام تستخدم عادة للتدريب.
على صعيد آخر، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط، وسهّلت بالفعل محادثات خلف الكواليس بين لبنان وإسرائيل. وقال: «لقد شكلنا فريقاً تفاوضياً وبدأنا بدور الوسيط. وأعتقد أن هذا يحدث بكثرة». وأوضح أن هذه العملية تجري فعلياً بشكل نشط. وشدد على أن واشنطن لا تفرض حلولاً على لبنان، بل تعرض المساعدة وتنتظر تجاوب الحكومة اللبنانية، مؤكداً أن الوقت لم يعد يسمح بسياسة المماطلة التقليدية.
وحذر المبعوث الأمريكي، أثناء مناقشته احتمال تحول حزب الله من جماعة مسلحة إلى كيان سياسي كامل داخل لبنان، قائلاً: «إذا لم يسارع لبنان إلى اتخاذ موقف حاسم، فسيفعل الجميع من حوله ذلك».
وقال: «يعاد تدوير مستقبل الجميع»، مشيراً إلى أن هناك إعادة تقييم أوسع نطاقاً جارية في الشرق الأوسط، بدءاً من إعادة إعمار سوريا ووصولاً إلى حوارات جديدة محتملة تشمل إسرائيل.
وأوضح أن جوهر أي اتفاق سيكون مسألة سلاح «حزب الله» الثقيل، وأن العملية يجب أن تبدأ بموافقة الحكومة اللبنانية وبتوافق مع الحزب نفسه. وأضاف: «الجزء السياسي من حزب الله، في اعتقادي، ينظر ويقول منطقياً: بالنسبة لشعبنا، يجب أن يجمع نجاح لبنان جميع مكوناته معاً. الآن هو الوقت المناسب. كيف نصل إلى ذلك؟ يجب أن تكون إسرائيل جزءاً لا يتجزأ من ذلك».