الاعتداء على مصر هو محاولة مدفوعة لتقويض العمق العربي للقضية الفلسطينية

الاعتداء على مصر هو محاولة مدفوعة لتقويض العمق العربي للقضية الفلسطينية


في لحظة تتكالب فيها المؤامرات على الوعي العربي، وتُستهدف فيها الأدوار الوطنية الكبرى تحت غطاء الاستعراضات السياسية، يخرج صوت فلسطيني وازن ليضع النقاط على الحروف.

ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، يكشف في تصريحات خاصة لـ”مصر تايمز” أبعاد الحملة الممنهجة التي تتعرض لها الدولة المصرية، ويؤكد أن هذه الهجمات لا تخدم سوى المشروع الصهيوني الساعي إلى عزل الشعب الفلسطيني عن عمقه العربي، وتشتيت الانتباه عن جرائم الإبادة الجارية في قطاع غزة.

خلال السطور التالية،  يرسم دلياني ملامح الدور المصري المحوري في التصدي لمخططات التطهير العرقي، ويُذكّر بجذور العلاقة التاريخية التي تربط القاهرة بفلسطين، محذّراً من أدوات التحريض والتشويه التي تُدار من وراء ستار. 

 

قال ديمتري دلياني، إنّ استهداف السفارات المصرية في الخارج من خلال مسرحيات سياسية مفضوحة، وتعمّد الإساءة إلى دور مصر القيادي في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، يمثّل انحداراً سياسياً خطيراً يخدم المشروع الصهيوني الهادف إلى عزل شعبنا عن عمقه العربي، وتشتيت الوعي العربي عن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

 

وأوضح  دلياني ، أن الدولة المصرية، بقيادتها ومؤسساتها، تضطلع بدور محوري ومتقدم في التصدي للمخططات الإسرائيلية–الأميركية التي تهدف إلى فرض التطهير العرقي وتصفية الوجود الفلسطيني في غزة. فقد أشرفت مصر على دخول عشرات آلاف الأطنان من المساعدات، وساهمت في إجلاء الآلاف من الجرحى والمرضى، وتحركت بدبلوماسية حكيمة لدفع مساعي وقف المجازر وتثبيت حق شعبنا الطبيعي في البقاء على أرضه.

 

 العلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والمصري

وشدد دلياني على أن العلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والمصري تشكل إحدى ركائز المشروع الوطني الفلسطيني وامتداداً طبيعياً لنضالنا العادل ضد الاحتلال، واعتبر أن محاولات التشويه والتحريض ضد الدور الرسمي المصري الأصيل لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، التي تسعى إلى ضرب عمقنا الاستراتيجي من خلال حملات تضليل تُدار بأدوات قديمة ومفضوحة اعتادت التستر خلف شعارات شعبوية، ولم تجلب لشعوبنا سوى الخراب والفُرقة وتزييف الوعي الجمعي خدمةً لأجندات مشبوهة.

 

الاحتلال يستلهم الإبادة من ثلاثينيات أوروبا 

وفي وقت سابق  أوضح دلياني،  أن الاحتلال يُنفّذ تطهيرًا عرقيًا مستلهَمًا من نماذج الإبادة في ثلاثينيات أوروبا ، حيث تمضي دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعمٍ عمليّ مباشر من الإدارة الأميركية، في تنفيذ مشروع تطهيرٍ عرقيّ واسع النطاق في قطاع غزة، يهدف إلى اقتلاع ما يزيد عن مليوني فلسطيني وفلسطينية من أرضنا.

 

و تقوم هذه الجرائم على الابادة الجماعية والتدمير الشامل للبنية التحتية المَدَنية في غزة، كأداة مركزية في مخطط الترحيل القسري الجماعي وإفراغ الأرض من أصحابها.

 

 و أضاف دلياني ، أن المعطيات  الميدانية  تشير إلى تدمير أكثر من 92٪ من المساكن، و94٪ من المدارس، وما يفوق 80٪ من المرافق الصحية، فضلاً عن محو كامل للجامعات، في ما يمكن اعتباره عملية إبادة عمرانية تستهدف الأساس المادي للحياة في غزة

 

و تستند هذه الخطة الإسرائيلية إلى مرجعيات تاريخية تعود إلى أوروبا في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث طُبّقت سياسات العزل، والهدم، والهندسة الديمغرافية، ضمن أنظمة تطهير عرقي مركزية.

 

و شرعت حكومة الاحتلال في مسارات دبلوماسية موازية وغير معلنة، ترمي إلى تهجير اهلنا في غزة نحو دول ثالثة، متزامنة مع مشروعها في إقامة ما تُطلق عليه “مدينة عبور” فوق أنقاض غزة، والتي لا تعدو كونها معسكر احتجاز جماعي مصمم وفق أنماط السيطرة السكانية الجماعية التي شهدتها أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي.

 

و ما يجري في غزة لا يقتصر على التدمير، بل يعيد استحضار أسوأ نماذج التطهير العرقي، سواء في منهجيته أو في غاياته الاستئصالية.

 

 وعلى الرغم من حجم الجريمة، فإن الإرادة الوطنية الفلسطينية، بهويتها الراسخة وذاكرتها الجمعية الحيّة، تُشكّل جدارًا أخلاقيًا وسياسيًا صلبًا في مواجهة مخططات المحو والاقتلاع.



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *