العلاقات المصرية الصومالية تشهد تحسنًا ملحوظًا

العلاقات المصرية الصومالية تشهد تحسنًا ملحوظًا


قال شريف عبد الحميد مدير تحرير جريدة الجمهورية رئيس القسم الدبلوماسي إن العلاقات بين مصر والصومال شهدت خلال الفترة الأخيرة تطورًا ملحوظًا، وصلت فيه إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من الدولة المصرية بالقارة الإفريقية بشكل عام، ومنطقة القرن الإفريقي بشكل خاص، مشيرًا إلى أن مصر تقدم دعمًا كبيرًا للصومال، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب في ظل ما تشهده البلاد من تهديدات أمنية من قبل حركة الشباب.

وأوضح عبد الحميد خلال لقائه في برنامج (مساء الخير يا مصر) أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، والتي أُنشئت عام 2014، تلعب دورًا محوريًا في دعم الدول الإفريقية، وعلى رأسها الصومال، من خلال نقل الخبرات المصرية، وتقديم الدعم في مجالات التعليم والصحة، كإرسال أجهزة طبية مثل أجهزة الفشل الكلوي، إضافة إلى تقديم منح تدريبية في عدد من المجالات.

وأشار مدير تحرير جريدة الجمهورية إلى أن مجالات التعاون بين البلدين متنوعة وتشمل التعاون العسكري، خاصة في ملف مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، والدعم الفني في المجال القضائي والانتخابي، فضلًا عن تنظيم دورات تدريبية متعددة، مضيفاً أن الفترة الأخيرة شهدت تكثيفًا للمباحثات الثنائية، والتي تناولت الأوضاع في القرن الإفريقي، وتطورات الوضع الأمني في الصومال، مؤكدًا أن مصر تولي أهمية خاصة لهذا الملف انطلاقًا من التزامها بدعم استقرار المنطقة.

وأضاف عبد الحميد أن مصر، منذ توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي في عام 2019، كثفت من دعمها التنموي للدول الإفريقية، وكانت شركة المقاولون العرب أحد أبرز أذرع الدولة في تنفيذ مشروعات تنموية كبيرة في القارة، كما شهدت علاقات القارة مع القوى العالمية تطورًا ملحوظًا، من خلال شراكات إفريقية مع الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وغيرها، ما يؤكد أن إفريقيا أصبحت ساحة استراتيجية مهمة للاستثمار والتعاون الدولي.

وأكد عبد الحميد أن القارة الإفريقية تزخر بثروات طبيعية ومجالات استثمار واسعة، في قطاعات مثل الاتصالات، التكنولوجيا، الزراعة، والصناعة، ما يجعلها بيئة جاذبة للمستثمرين، مشيراً إلى أن مصر سعت لترسيخ وجودها الدبلوماسي داخل القارة، سواء من خلال انتخابها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن عام 2016، أو عبر جولات رئاسية مكثفة بدأت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، والتي شملت دولًا إفريقية عدة من بينها الجزائر وغينيا الاستوائية.

وأشار إلى أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والتي تم الإعلان عنها مع بداية توجه مصر الاستراتيجي نحو إفريقيا، باتت اليوم أداة فعالة في تنمية العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون في شتى المجالات، وهو ما يتجسد في تبادل الزيارات بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأفارقة، مؤكدًا أن مصر، كدولة إفريقية في المقام الأول، لها مصالح حيوية داخل القارة تسعى لحمايتها وتعزيزها،لافتاً إلى الدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف في دعم الصومال، مشيرًا إلى أن الأزهر يمثّل جسرًا حضاريًا ودينيًا يربط مصر بعدد كبير من الدول الإفريقية والآسيوية، وموضحاً أن الجامعات المصرية، وخاصة الأزهر، تستقبل أعدادًا كبيرة من الطلاب الوافدين من الصومال، الذين ينهلون من الفكر الوسطي المعتدل، ويكتسبون انتماءً عميقًا لمصر يستمر معهم حتى بعد عودتهم إلى بلادهم، ما يعزز من علاقات الود والتقارب بين الشعوب.

وأكد عبد الحميد أن العلاقات المصرية الصومالية تقوم على أساس الهوية العربية والإسلامية المشتركة، وهو ما يجعل من تطوير التعاون أمرًا طبيعيًا وضروريًا في ظل التحديات الراهنة، لافتاً إلى أن ما جرى خلال الأشهر الستة الماضية من تقدم في العلاقات، وتحولها إلى شراكة استراتيجية، يمهد الطريق لإقامة مشروعات تنموية مشتركة يستفيد منها الطرفان، مستشهدًا بالخبرات المصرية التي تلقاها الجانب الصومالي في مجالات عديدة.

وفي ختام حديثه، شدد عبد الحميد على أهمية التعاون التنموي مع الصومال، خاصة فيما يتعلق بجذب الاستثمارات، وتشجيع دخول مستثمرين مصريين إلى السوق الصومالي، وكذلك الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية المتاحة، مثل قطاع اللحوم الصومالية، معتبرًا أن المرحلة المقبلة ستشهد طفرة حقيقية في العلاقات بين البلدين، في ظل الإرادة السياسية الواضحة والرؤية الاستراتيجية المشتركة.

يذاع برنامج ( مساء الخير يا مصر ) عبر أثير شبكة البرنامج العام، رئيس التحرير أحمد دياب، اخراج  د. محمود محجوب ، ومن تقديم أسماء موسى.

 

لمتابعة البث المباشر لإذاعة البرنامج العام ..اضغط هنا    

 

 



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *