العثور على مومياء عمرها ألف عام في وسط شوارع ليما المزدحمة

العثور على مومياء عمرها ألف عام في وسط شوارع ليما المزدحمة


قال علماء آثار وشركة غاز محلية: إن فريقاً من العمال اكتشف بالصدفة مومياء يعود تاريخها لأكثر من ألف عام، أثناء تنفيذ أعمال تركيب أنابيب الغاز في شوارع العاصمة البيروفية ليما.

المومياء كانت داخل قبر تحت أحد شوارع ليما

وفقاً لعالم الآثار خيسوس باهاموندي، فقد تم العثور على المومياء الأسبوع الماضي مدفونة داخل قبر تحت أحد الشوارع شمال مدينة ليما.

وأوضح لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجثة كانت ملفوفة في كفن وفي وضعية جلوس، مع ثني الذراعين والساقين وهو وضع شائع في الدفن ما قبل العصر الكولومبي في المنطقة.

المومياء وُجدت على عمق نصف متر فقط

كانت المومياء مدفونة على عمق لا يتجاوز 50 سنتيمتراً تحت الأرض، في منطقة بونتيه بييدرا، حيث كان العمال يشقون خنادق لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي.

وقد لاحظ الفريق وجود جذع شجرة «هُوارانغو»، والتي كانت تُستخدم تقليدياً كعلامة على وجود مقابر في المناطق الساحلية البيروفية.

مومياء في وضعية الجلوس ومغطاة بكفن شعائري

بعد الكشف الأوّلي، تبيّن للخبراء أن الهيكل العظمي يعود لمراهق يتراوح عمره بين 10 و15 عاماً من عصر التشانكاي.

وُجد في وضعية الجلوس، بذراعيه وساقيه مثنية، ومغطى بكفن إلى جانب مجموعة من الأدوات الطقسية.

فخار وآثار تعود لحضارة تشانكاي

خلال عمليات التنقيب، عُثر أيضاً على قطع فخارية داخل القبر وهو ما ساعد في تأريخ الموقع إلى حضارة تشانكاي وهي حضارة ما قبل الإنكا سكنت منطقة ليما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر.

ويُعتقد أن القبر المكتشف جزء من مقبرة كبيرة وقديمة.

كيف جرى الاكتشاف؟

• أثناء تنقيب عمال شركة الغاز Cálidda لتوسيع شبكة خطوط الغاز في حي Puente Piedra بشمال ليما، جرى العثور على جذع شجرة من نوع huarango على عمق حوالي 50 سم، يُعتقد أنه كان يُستخدم كعلامة قبر قديمة.

• بعد ذلك، تم اكتشاف مومياء لمراهق (ما بين 10 إلى 15 سنة) مدفونة على عمق 1.2 متر، في وضعية الجلوس.

• وُجد مع المومياء عدة أدوات فخارية تشمل أطباقاً وقارورات وأباريق مزينة بأشكال هندسية وصور صيادين، في نمط فنّي يميز تلك الفترة.

• تحمل هذه التحف خصائص ثقافية وفنية لأهل الساحل في الفترة بين 1000 و1470 ميلادياً.

حضارة تشانكاي: أصل الثقافة والعادات

• عاش شعب تشانكاي، (Chancay) بين 1000 و1470 ميلادية في وديان الساحل المركزي لبيرو، بما في ذلك مناطق شمال ليما مثل وديانChancay، Rimac، وLurín، وكانوا مشهورين بصناعات النسيج والفخار وأدوات الزينة المصنوعة من الخشب.

• كان شعب التشانكاي يعتمد على الزراعة والتجارة وتطورت لديهم ثقافة معقدة تتضمن نقوشاً وزخارف آدمية وزخرفية على الفخار والنسيج.

ليما: مدينة حديثة تحتها كنوز أثرية

تُعد ليما، التي يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة، من أغنى المدن بالتراث الأثري في أمريكا الجنوبية، إذ تحتضن أكثر من 500 موقع أثري مسجل.

وعلى الرغم من توسعها العمراني الحديث، فإن المدينة لا تزال تكشف عن طبقات تاريخية مدفونة تحت شوارعها.

أوضحت شركة الغاز «كاليدا» التي كانت تنفذ مشروع تمديد الأنابيب، أن هذا الاكتشاف الأثري يُعد من بين أكثر من 2200 اكتشاف أثري عرضي تم تسجيلها منذ عام 2004 أثناء تنفيذ مشاريع البنية التحتية.



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *