
عبدالله عبد الرحمن
اعتزل بعض لاعبينا بعد رحلة حافلة بالذكريات الجميلة ومسيرة طافحة بالتجارب العصيبة.. ركن وسكن البعض إلى حياتهم العائلية التي ابتعدوا عنها ردحاً طويلاً من الزمن.. ووجد بعضهم الوقت الكافي للسمر
والسهر مع أصدقائه في المقاهي والمجالس.. منهم من استهواه السفر طلباً للهدوء وراحة البال.. ومنهم تسابق إلى ناديه في مجالي التدريب أو الإدارة وفاءً ورداً للجميل.. وتسارعت خطى البعض إلى استوديوهات التحليل الرياضي خارج الدولة وداخلها كمحللين.. ومنهم من بقي في ناديه يصارع التهميش والتجاهل علّ الأمور فيه تنصلح.. وهناك من آثر الخروج بهدوء من ناديه الذي لم يُلقِ بالاً للتضحيات العظام التي قدمها، وثمة من وجد ضالته في القنوات الرياضية يسرد ذكرياته ويذكّر بسيرته خشية أن يطويها النسيان.. ورأينا منهم من زاد وزنه وبرزت إلى الأمام كرشته، ومنهم من حافظ على رشاقته ولياقته.
في هذا الوقت -وبعد حالة اعتزال اللاعبين وانتهاء مشوارهم الكروي في الملاعب للأبد- نشأت فكرة متفردة مبتكرة بإنشاء دورة الخليج لقدامى اللاعبين في دورة الخليج الماضية.. ولم يمر وقت طويل لتنفيذها.. فبدأت وأرجعت لنا ذكريات جميلة ورأينا لاعبي الخليج القدامى وهم ينثرون عبق الماضي ويعيدون لنا الذكريات الجميلة.. وشارك منتخبنا بلاعبيه القدامى.. اللافت في هذا الأمر -عندي والذي أثر فيَّ كثيراً- أن لاعبنا الكبير المونديالي الموهوب المحبوب من الجميع ناصر خميس -لاعب الوصل السابق- شارك في تشكيلة المنتخب.. أبى إلا أن يشارك مع المنتخب بعمر بلغ تسعاً وخمسين سنة، ويلبس فانيلة «الأبيض» التي تحمل علم الدولة عند قلبه.. ليكون مصدر إلهام وإشعاع للجيل الجديد عامة ولاعبي «الأبيض» خاصةً.. ولسان حاله أنه متى ما نادى الأبيض، وجب على الجميع التلبية لأي ظرف وإن كان كبير السن ولو لعب بِرِجْل!
وكأنني بالمونديالي ناصر خميس يرسل الرسائل المشجعة والمحفزة لخصيف وحارب وخالد عيسى والغساني وعلي صالح وغيرهم.. بأن المنتخب هو أغلى ما نملك، وأن الصعود المونديالي هو أعظم إنجاز
في مسيرة أي لاعب -وكلامه عن خبرة- كونه أحد الأسباب الرئيسية للتأهل إلى مونديال إيطاليا، بل وكان أحد نجوم الأبيض الذي لا يبارى ولا يجارى ولا يشق له غبار.. فهذه رسالة ملهمة وملهبة للمشاعر ونحن أمام فرصة تاريخية للتأهل في أكتوبر القريب، رسالة مفادها أننا في أيام الشباب كنا صقوراً لأجل الأبيض، وفي المشيب وأرذل العمر أيضاً كنا هناك للنداء طائعين وللوطن ملبين.. فهل لصوت هذه الرسالة من مدى وصدى في قلوب شباب الأبيض الذين يستعدون للمهمة الحاسمة في أكتوبر.. أرجو ذلك وأتمناه.
في الثاني من أغسطس -يوم ميلاد ناصر خميس مبارك-وبلوغه الستين من عمره، نتمنى له دوام الصحة والعافية ونقول له: كنتَ فريقاً لوحدك.. رايتك بيضاء ناصعة مع «الأبيض»، ومشرقة ومشرفة مع الوصل الذهبي.. فشكراً جزيلاً لك.