
أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تشهد تدهوراً مستمراً، محذراً من أن معظم سكان القطاع وصلوا إلى المرحلة الأسوأ في المجاعة.
وأشار الشوا إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي بدأ منذ اللحظة الأولى لإعلان الهدنة بقصف القطاع في انتهاك واضح للمبادرة التي قدمها هو نفسه»، لافتاً إلى أن «الاحتلال يتعمد إبطاء دخول المساعدات عبر المعابر، حيث يواصل حجزها في الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، كما يقوم بدفع الشاحنات التي خرجت بالأمس، ومعظمها محملة بمواد غذائية، إلى مناطق مكتظة بالسكان يعانون الجوع».
كميات ضئيلة
وأكد أن «ما يدخل من مساعدات حتى الآن هو كميات ضئيلة»، مشدداً على أن «الاحتلال، الذي تسبب في الكارثة الإنسانية والمجاعة في غزة، يمارس تضليلاً إعلامياً من خلال الادعاء بالسماح بدخول المساعدات».
وأوضح الشوا أن «قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن ألف شاحنة يومياً من مختلف المواد الإنسانية، وفي مقدمتها المواد الغذائية والطبية، إلى جانب مستلزمات النظافة، والمواد الخاصة بتنقية المياه، والمكملات الغذائية، وغيرها من الأساسيات». ولفت إلى أن ما دخل بالأمس، لا يغطي سوى ما بين 7 إلى 10% من الاحتياجات الأساسية.
وأشار إلى أن مسألة الطرق الآمنة التي تحدث عنها الاحتلال غير موجودة فعلياً، ولا يتم توفير أي مسارات آمنة تضمن وصول المساعدات إلى مخازن التوزيع أو تأمينها وتوزيعها على المواطنين.
تقويض منظومة العمل الإنساني
وقال الشوا: إن «الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تقويض منظومة العمل الإنساني من خلال استهداف وكالات الأمم المتحدة، عبر دفع المساعدات إليها من دون ضمان إيصالها إلى مراكز التوزيع، ما يسهم في زعزعة ثقة المواطنين بالأمم المتحدة، كما يحاول تعزيز دور كيانات أخرى في القطاع الإنساني على حساب الوكالات الأممية».
وحذر الشوا من خطورة هذا المشهد، داعياً جميع الجهات الدولية إلى العمل على حماية مؤسسات الأمم المتحدة التي تمثل العمود الفقري للعمل الإنساني، ليس فقط في غزة بل في العالم أجمع.
وبين الشوا أن 55 ألف طفل رضيع في قطاع غزة يواجهون خطراً كبيراً بسبب غياب حليب الأطفال، في ظل عدم قدرة الأمهات على الإرضاع، محذراً من تفاقم هذا الخطر مع مرور الأيام من دون توفر الحليب، وإن توفر فإن تاريخ صلاحيته غالباً ما يكون منتهياً أو أن أسعاره باهظة للغاية.
وقال: إن أطفالاً رضعاً يفقدون حياتهم يومياً بسبب نقص المواد الغذائية المخصصة لهم، كما بدأت تظهر آثار المجاعة بشكل واضح على كبار السن، مشيراً إلى أن حالات الإعياء التي تُرصد يومياً بين الأطفال والفتيان والفتيات والشباب وكبار السن في ازدياد، حيث يتوجه المئات إلى النقاط الطبية والمستشفيات في محاولة للحصول على محاليل أو ما يعزز صحتهم.
وأكد الشوا أن الكميات التي دخلت حتى الآن لا تعالج الأزمة ولا المجاعة، مشدداً على ضرورة فتح المعابر على نحو دائم، وإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، إلى جانب إرسال فرق متخصصة للتعامل مع حالات سوء التغذية، وعدم ربط إدخال المساعدات بفترة زمنية قصيرة، بل الاستمرار في تدفقها لفترة طويلة وبكميات كافية.
وأوضح أن هناك نحو خمسين ألف سيدة حامل في قطاع غزة، يعانين من مخاطر كبيرة تهدد الأجنة، نتيجة التلوث والقصف والحالة النفسية الصعبة والعطش الشديد وظروف النزوح القاسية.
واختتم الشوا بالقول: إن الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع تدفع الثمن مضاعفاً نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية، لا سيما بسبب المجاعة والعطش، موضحاً أن أكثر من 94% من سكان القطاع باتوا نازحين، ويعيشون في مساحة لا تتجاوز 12% من مساحة القطاع.