
قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن انعقاد مؤتمر الأمم
المتحدة بشأن حل الدولتين في نيويورك في حد ذاته يُعد رسالة قوية ومباشرة من المجتمع الدولي تعبر عن تأييد ومساندة للشعب الفلسطيني الشقيق، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، والمساعي الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على أي احتمال لقيام دولة مستقلة.
وأوضح هريدي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج (وراء الحدث) أن أهمية هذا الحدث تنبع
من إعادة التأكيد الدولي على خيار حل الدولتين، وهو ما يتوافق تمامًا مع الرؤية
والموقف المصري، ولذلك جاءت مشاركة مصر على أعلى مستوى دعمًا لرسالة
المؤتمر وحرصًا على البدء في اتخاذ إجراءات واقعية لتنفيذ هذا الحل على الأرض.
وأشار هريدي إلى أن المؤتمر يأتي أيضًا ردًا واضحًا على التشريعات الإسرائيلية
الأخيرة، التي أقرها الكنيست الشهر الماضي، والتي ترفض إقامة دولة فلسطينية
مستقلة، مما يزيد من أهمية المؤتمر كمنبر لمجابهة هذا التوجه، وإعادة التأكيد على
المبادرة المصرية العربية الإسلامية المشتركة التي طرحتها مصر، والتي تنص
على قيام دولة فلسطينية مستقلة كحل نهائي وعادل.
وأكد السفير حسين هريدي أن أهمية المؤتمر تتضاعف في ظل ما وصفه بـ”انهيار
منظومة احترام القانون الدولي” من قِبَل إسرائيل، مشيرًا إلى أن النظام الدولي، الذي
تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، بات يواجه تحديًا بوجود “دولة مارقة” داخل
إطار الأمم المتحدة، لا تحترم قواعد القانون الدولي ولا الإنساني، في تعاملها مع
الشعب الفلسطيني، موضحاً أن سياسة التجويع التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية
خلال فترات الحصار، خصوصًا في قطاع غزة، كانت نقطة تحوّل دفعت حتى
الدول الأكثر تأييدًا لإسرائيل إلى المطالبة بوقفها، واعتبارها خرقًا فاضحًا للقانون
الإنساني الدولي.
وشدد هريدي على أن توصيات المؤتمر ستؤكد على هذه المبادئ الجوهرية، وفي
مقدمتها احترام حقوق الفلسطينيين، وضرورة إنهاء الاحتلال، والعودة إلى المسار
السياسي القائم على حل الدولتين، وأن هذا المؤتمر لا يُعد فقط محطة سياسية، بل
مؤشرًا على بداية تحرك دولي فاعل يعيد الزخم إلى القضية الفلسطينية، ويضعها
في صدارة أولويات المجتمع الدولي.
يذاع برنامج ( وراء الحدث ) عبر أثير شبكة البرنامج العام، من تقديم شيماء الهلاوي.