ربما يحل بدون ثلوج في في ظل الاحترار الذي يتفاقم بصورة سريعة هناك.
هناك في ، يقع أرخبيل نرويجي يُسمى “سالفارد”، ويتميز ذلك الأرخبيل بأهمية كبيرة على عدة أصعدة؛ إذ يحتوي على تنوع بيولوجي فريد، كما يضم “قبو العالمي للبذور”، ويُعرف أحيانًا بـ”قبو يوم القيامة”؛ فهو أكبر بنك للبذور في العالم يحفظ أنواع البذور المختلفة، ما يساعد في الحفاظ على تنوع المحاصيل في حال وقوع أي كوارث طبيعية أو أي أحداث أخرى تهدد الأمن الغذائي.
وبذلك، يحظى أرخبيل سالفارد بأهمية دولية كبيرة، ما يجعل مسألة التأكد من سلامة نظامه البيئي أمرًا حتميًا؛ خاصة في ظل تسارع التغيرات المناخية وتفاقم الاحترار العالمي، الذي تتأثر به بعض المناطق على سطح الأرض، منهم ، وهو النطاق الذي يضم أرخبيل سالفارد؛ إذ ترتفع فيه درجات الحرارة بمعدل يصل إلى 7 أضعاف المعدل العالمي.
أرادت مجموعة بحثية من فحص ما آلت إليه الأحوال البيئية في سالفارد؛ خاصةً بعد أن سجل عام 2024 أعلى متوسط لدرجة الحرارة بلغ 1.55 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل . لذلك، راح الفريق البحثي في رحلة استكشافية إلى سالفارد في فبراير/شباط 2025، ولاحظوا تحوّل جذري ومثير للقلق في المنطقة؛ إذ تسببت الحرارة المرتفعة في ذوبان مساحات واسعة من الجليد إضافة إلى ازدهار النباتات في بعض المناطق، ونشر الباحثون تعليقهم في دورية “نيتشر كوميونيكاشنز” (Nature Communications) في 21 يوليو/تموز 2025.
من خلال تلك الجولة الميدانية، تأكد الباحثون من أنّ الاحترار يتفاقم بصورة سريعة في القطب الشمالي، ما يُثير القلق حول تلك التغيرات على البيئة الطبيعية هناك على المدى البعيد؛ إذ تحدث اضطرابات في النظم البيئية بدءًا من دورة الكربون الميكروبية وصولًا إلى الحياة البرية، وقد تتسبب في تسريع ذوبان التربة الصقيعية، وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة في القطب الشمالي.
يدعو مؤلفو الدراسة من خلال التعليق إلى سرعة الاستثمار في رصد التغيرات الحاصلة في القطب الشمالي خلال فصل ؛ خاصة وأنّ هناك نقصًا كبيرًا في البيانات، ما يُعيق تحقيق الفهم الكامل لأنظمة القطب الشمالي. كما يشددون على ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات من شأنها مواجهة المشكلات التي تواجهها تلك المنطقة للحفاظ عليها.