كيفية تجاوز المشاريع الناشئة لعقبات التأسيس والإطلاق؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


الاهتمام بمراحل الإعداد والتخطيط، قبل إطلاق المشروع بشكل رسمي، يُعد الخطوة الأولى نحو تقليص نسبة الانهيار في السنوات الأولى، فهنا يكمن دور صاحب المبادرة في وضع رؤية واضحة، وتحديد الأهداف بدقة، وتقييم الاحتمالات بشكل شامل، بما يساعده على التصدي للتحديات المتوقعة بشكل أفضل.

ويجب أن تكون لديه القدرة على التكيف، وضبط المسار في حال تواجه الفكرة صعوبات غير متوقعة بعد انطلاقها، ففي هذه الحالة، يصبح التركيز على تحليل الأسباب المحتملة للفشل، واستشراف سبل التعامل معها بطريقة فعالة، أمراً ضرورياً لإعادة توجيه المشروع نحو آفاق النجاح مرة أخرى. إليك بعض النصائح والأمور التي عليك أخذها بعين الاعتبار:

ها هو دور المرافق المالي يتجلى كصاحب لقب «المنقذ المحتمل»، أو كما يطلق عليه بعضهم «المرافق البنكي»، فهو الشخص الذي يمكن أن يكون الخيط الرفيع بين مشروعك والانهيار المحتمل في المراحل الأولى، وتطلق عليه تسميات مختلفة، لكن دوره يبقى ثابتاً ومهماً، إذ يقدم الدعم المالي والتوجيهات القيمة، التي قد تكون مفتاحاً لنجاح مشروعك في بدايته.وتعتمد البنوك باتجاه متزايد على توفير مستشارين ماليين في مراحل البداية لكل مشروع، وهي خطوة تُعدُّ ضماناً لاستثمارها الناجح على المدى الطويل، فهذا المستشار ليس فقط جسراً لتمويلاتك في البداية، بل يُعد أيضاً مصدراً لتوجيهات ذهبية، قد تكون العامل الفاصل بين نجاح المشروع وفشله في مراحله الأولى. ومع ذلك، لا يمكن إغفال حقيقة أن بعض الأفراد قد يتجاهلون توجيهات هذا المرافق المالي، سواء لصعوبة المواجهة أو لخلافات شخصية، غير أنه من الأهمية بمكان أن يكون لصاحب المشروع الصبر والتسامح، فالمستشار المالي يمثل الدرع الواقية في مراحل البداية، وقد يكون حلقة الوصل الحاسمة لاستمرارية المشروع.

تنويع التمويل

إن تنويع مصادر التمويل يعد خياراً استراتيجياً للحفاظ على استقلالية مشروعك، وضمان استمراريته في وجه التحديات المالية المحتملة. إذا كنت تفضل تجنب الاعتماد الكامل على المرافق المالي، فينبغي عليك أن تكون مستعداً لاستكشاف مصادر تمويل متعددة، لضمان بقاء مشروعك على قيد الحياة في حال الحاجة إلى تدخل مالي.

تؤكد بعض التحاليل الاقتصادية أهمية تنويع مصادر التمويل، حتى في حالة وجود علاقة قوية مع المرافق البنكي، فالبنك قد يتخلى عن دعم مشروعك في أي وقت إذا رأى أنه يتجه نحو الفشل، لذا يجب أن تكون مستعداً للاعتماد على مصادر تمويل بديلة.

من الأفضل تجنب اللجوء إلى شركات القروض الصغرى في بداية المشروع، حيث تتطلب ضمانات مالية كبيرة جداً. بدلاً من ذلك، يمكنك البحث عن مستثمرين أو أشخاص ذوي ثروة يمكنهم دعم مشروعك في حالة الحاجة إلى تمويل إضافي، كما يمكنك النظر في التعاون مع شركات مشابهة في المجال للحصول على دعم مالي أو موارد أخرى.

دراسة جدوى

إن إعداد دراسة للمشروع أو دراسة الجدوى، يعد خطوة حاسمة وضرورية، قبل الشروع في أي عمل جديد. يجب على المهتمين بالمشروع أن يطرحوا على أنفسهم أسئلة محورية قبل بدء العمل، تتنوع بين: لماذا هذا المشروع، ومن هم العملاء المستهدفون، وأين الموقع المثالي للمشروع، وكيف سيتم التفاعل مع العملاء، وما هي الخدمات الجديدة التي سيقدمها المشروع في ظل وجود منافسة شديدة؟ وغيرها من الأسئلة الحيوية. وتُعَد دراسة جدوى المشروع مرحلة طويلة وضرورية، فبعض الاقتصاديين يصفونها بدراسة الفائدة، بينما يرى آخرون أنها تشكل ركيزة أساسية للمشروع، إذ توجهه وتحدد أهدافه وتحدد أرباحه المتوقعة. وغالباً ما يتعاون صاحب المشروع مع خبراء واقتصاديين متخصصين في هذه المرحلة، إضافة إلى الاستفادة من تجارب أصحاب مشاريع مماثلة، حيث يمكنهم تقديم نصائح قيمة وتوجيهات مهمة لضمان نجاح المشروع في المستقبل.

دراسة المنافسين

إن دراسة المنافسين المحتملين تعد خطوة لا غنى عنها في عملية تأسيس أي مشروع جديد، حيث يراوح التنافس في كل مجال، اليوم، بين الشديد والمتوسط. فإذا كان اختيارك دخول مجال ليس فيه منافسون، فقد تتمكن من تجنب جزء من هذه الدراسة، ولكن ينبغي الاحتفاظ ببعض النقاط الأساسية لتأمين نجاح المشروع.

يمكن أن تكون المنافسة الشرسة هي العامل الأساسي في إفشال مشروعك في بدايته، خاصة إذا تبين أن المنافسين يتمتعون بتجربة وخبرة كبيرة في السوق، ويمتلكون الموارد الكافية لاحتكار السوق أو جزء منه، وربما يحظون بدعم من الدولة.ومن المهم أن تتجاهل دراسة عملاء منافسيك، فضلاً عن طبيعتهم واحتياجاتهم، فهذه المعلومات يمكن أن تكون مفتاحاً لفهم التحديات التي قد تواجهك في السوق.

وتأتي هذه المرحلة مباشرة بعد دراسة الجدوى، ومن المستحسن أن يقوم بها خبراء في هذا المجال، مثل شركات الإحصاء أو الاقتصاديين المتخصصين، الذين يمكنهم توفير التقارير والتحليلات اللازمة لفهم طبيعة المنافسة في السوق والاستراتيجيات المناسبة لمواجهتها.

التسويق والإعلان

إن التسويق والإعلان مرحلة لا غنى عنها في رحلة أي مشروع، وتتطلب هذه المرحلة إمكانات مالية كبيرة، إضافة إلى قدرات في إنشاء الشركة وإدارة المشروع، فهي ليست فقط مهمة، بل هي أيضاً من بين المراحل الحاسمة، التي تضطلع بدور محوري في تجنب الانهيار في السنوات الأولى للمشروع.

يعد التسويق والإعلان أمرين حيويين في كل مراحل العمل، حتى بالنسبة للشركات المتقدمة. لا توجد شركة بالعالم لا تعتمد على الإعلان لتسويق منتجاتها وخدماتها للعملاء والمستهلكين، خاصةً إذا كان هدفها الوصول إلى العالمية.

خدمات العملاء

منح خدمات إضافية للعملاء يعد استراتيجية مهمة يمكن اعتمادها لجذب عدد أكبر من العملاء في بداية مسار الشركة. تتمثل قيمتها في تقديم خدمات خارج نطاق الأعمال الأساسي للشركة، ما يعزز جاذبية العملاء، ويعزز من تفضيلهم للتعامل مع الشركة.

وهذه الخدمات لا تكون بالضرورة متوافقة مع الخدمات الأساسية التي تقدمها الشركة، لكنها تظل مفيدة لجذب العملاء في المرحلة الأولى. تعد هذه الاستراتيجية مهمة للشركات الناشئة، لكنها أيضاً تُطبق بنجاح من قبل الشركات الكبيرة، التي تمتلك خبرة طويلة في الأسواق.

ورغم وجود خطر الفشل في المشاريع الناشئة في بداية مسارها، إلا أن هناك نقاطاً وقواعد مهمة وضعتها البحوث والخبراء في هذا المجال لتقليل نسبة الفشل. يتعين عليك اتباع هذه النصائح لتجاوزالمصاعب في بداية مشروعك.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً