تجددت الاشتباكات في محيط مدينة السويداء في سوريا، ونفت الحكومة السورية استعدادها لإعادة نشر قوات الجيش، واتهمت المقاتلين الدروز بانتهاك اتفاق الهدنة، فيما أعلنت إسرائيل أنها بصدد إرسال مساعدات إلى الدروز في السويداء، في وقت طلبت الأمم المتحدة فتح تحقيق سريع في أعمال العنف في جنوب سوريا.
فقد دارت مواجهات، أمس الجمعة، بين مقاتلين من العشائر والبدو ومجموعات درزية في محيط السويداء التي انسحبت منها القوات الحكومية وتركت خلفها مدينة منكوبة وأعداداً كبيرة من الضحايا.
وسحبت السلطات السورية قواتها من المحافظة الخميس مع إعلان الرئيس أحمد الشرع أنه يريد تجنّب «حرب واسعة» مع إسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سوريا.
ودخل وقف إطلاق نار حيّز التنفيذ، لكن الرئاسة السورية اتهمت ليل الخميس/الجمعة المقاتلين الدروز بخرقه. وقالت الرئاسة في بيان إنّ القوات الخارجة عن القانون، «باشرت بعملية عنف مروّعة، تضمّنت ارتكاب جرائم مروّعة تتنافى كليّاً مع التزامات الوساطة، وتهدّد بشكل مباشر السلم الأهلي وتدفع باتجاه الفوضى والانهيار الأمني».
كما حذّر البيان من «استمرار التدخّلات الإسرائيلية السافرة في الشؤون الداخلية السورية، والتي لا تؤدي إلا لمزيد من الفوضى والدمار، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي».
وتجدّدت الاشتباكات الجمعة في محيط مدينة السويداء بين المقاتلين من العشائر والمقاتلين الدروز، كما أكد مقاتلون من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسمع مراسلو فرانس برس داخل مدينة السويداء وفي محيطها، أصوات إطلاق رصاص.ولا تزال مدينة السويداء محرومة من الكهرباء والماء، وسط ضعف في شبكة الاتصالات.وأكد موقع السويداء 24 المحلي أن «الوضع الإنساني كارثي». وأعلنت إسرائيل الجمعة أنها بصدد إرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء تبلغ قيمتها نحو 600 ألف دولار وتشمل حصصاً غذائية وإمدادات طبية.كما نفت إسرائيل الجمعة أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن تنفيذها مزيداً من الضربات الجوية قرب السويداء ليل الخميس.
وذكر مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه الجمعة، أن إسرائيل وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا لمدة 48 ساعة.
وذكرت وكالة «سانا»الجمعة أن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا نفى تقارير عن استعداد القوات الحكومية لإعادة الانتشار في محافظة السويداء. وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك «يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة». وأضاف «يجب أن تُجرى تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين» عن الانتهاكات.
وعبرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة عن قلقها إزاء تأثر عملياتها الإغاثية بالأعمال القتالية في مدينة السويداء بجنوب سوريا.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 600 شخص من الجانبين جراء أعمال العنف، بينهم مدنيون. (وكالات)