أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن المنطقة تشهد تحولًا جذريًا يعكس تغير موازين القوى بين أطراف الصراع، لافتًا إلى أن الساحة السورية أصبحت مسرحًا لصياغة مواجهة إيرانية-إسرائيلية محتملة، لكن من خلال “بقايا بيت سوريا”، على حد وصفه.
أشار العزبي خلال مشاركته في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن الحديث عن مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل بات غير واقعي في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن حزب الله لن يخوض معركة عسكرية جديدة مع إسرائيل، بل إن المؤشرات تشير إلى ترتيبات داخلية تقود إلى تسليم سلاح الحزب إلى الجيش اللبناني، وهو ما سيُحدث تحولًا استراتيجيًا في توازن الداخل اللبناني.
كشف العزبي أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرًا في القيادة داخل حزب الله، ومن المرجّح أن يُستبدل الشيخ نعيم قاسم بشخصية أخرى، تتحرك سياسيًا لا عسكريًا، ضمن الدولة اللبنانية، مؤكدًا أن هذا التحول سينهي الحجج الإسرائيلية المستندة إلى وجود قوة عسكرية غير نظامية داخل لبنان.
تابع العزبي أن الأوضاع في سوريا تؤكد أن هناك خريطة جديدة تُرسم، حيث أصبح من الواضح أن الجولاني قد أدى الدور المطلوب منه وانتهت مهمته، وأن مرحلة ما بعد الجولاني ستفتح الطريق أمام ترتيبات جديدة قد تُفضي إلى عودة بشار الأسد لحكم “دولة علوية” مصغّرة تشمل مناطق مثل جبل الشيخ والقنيطرة ودرعا.
أشاد خبير العلاقات الدولية موقف وزارة الخارجية المصرية على بيانها الدبلوماسي الذكي بشأن “سلطة الأمر الواقع” في شمال سوريا، مؤكدًا أن اختيار الألفاظ لم يكن عبثيًا، بل عكس إدراكًا عميقًا لطبيعة التحولات الجارية، وقال: “أحيي الخارجية المصرية على دقة التعبير، حيث استخدمت مصطلح (سلطة الأمر الواقع) بدلًا من الاعتراف بأي شرعية سياسية للجولاني”.
واختتم العزبي بالتأكيد على أن ما يحدث اليوم يعيد ترتيب الأوراق الإقليمية من جديد، لافتًا إلى أن الدول التي كانت تتساءل سابقًا عن جدوى التسليح والدفاع، عليها الآن أن تُدرك أن الواقع الاستراتيجي في المنطقة يتغير بوتيرة سريعة، تستدعي الجاهزية الكاملة.