
أكد خبيران في الاقتصاد والتسويق، أن معدلات الإنفاق الاستهلاكي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، خلال فصل الصيف، بنسبة تتراوح بين 20% إلى 35%، مقارنة ببقية أشهر العام، مدفوعاً بالعروض الترويجية المكثفة والخصومات الواسعة التي تطلقها المؤسسات المصرفية، ومراكز التسوق والعلامات التجارية، إضافة إلى التوسع في الفعاليات الترفيهية. وأضافوا أن خطط الاستمتاع بالعطلة تبدأ بالظهور على جدول معظم العائلات والأفراد، بين السفر وقضاء العطلات في الخارج، وشراء الهدايا ومستلزمات السفر، والإقامة في الفنادق، والترفيه الداخلي، والتسوق الموسمي، وسرعان ما تتحول هذه الفترة إلى موسم ذروة للإنفاق، وأحياناً لفخ الفواتير المتراكمة وديون تستمر لما بعد انتهاء موسم الصيف، نتيجة غياب التخطيط المالي، الأمر الذي يحول متعة الصيف إلى عبء طويل الأمد.
في ظل موجات تسويقية ضخمة، يتحول السلوك الشرائي عند كثيرين إلى حالة موسمية تغذيها العروض الترويجية، من خصومات ضخمة، واسترجاع نقدي، ومكافآت مضاعفة، تغري المستهلكين وتشجعهم على الإنفاق، الأمر الذي يسهم في دعم وانتعاش القطاعات الاقتصادية المختلفة، مثل التجزئة، والسياحة، والترفيه، والمطاعم والتجارة الإلكترونية، لكنه في الوقت نفسه يفرض على المستهلكين إدارةً مالية أكثر وعياً، لتجنب أي أعباء مالية إضافية مع نهاية الموسم. ووفقاً لتقرير «آفاق المستهلك العالمي 2025» الصادر عن شركة الاستشارات العالمية، «أليكس بارتنرز»، من المتوقع أن تشهد دولة الإمارات نمواً ملحوظاً في توجهات المستهلكين نحو زيادة إنفاقهم بنسبة 13%، خلال عام 2025، وهو ما يمثل أعلى معدل نمو عالمياً.
وقدم هؤلاء الخبراء ل «الخليج» عدة نصائح وخطوات عملية تساعد المستهلكين على الحد من الإنفاق الزائد، وإدارة الميزانية الصيفية بحكمة، مع الاستفادة الذكية من العروض، دون السقوط في فخ الاستهلاك غير المخطط، والعبء المالي طويل الأمد.
موسم ذروة للإنفاق
قال الدكتور جمال السعيدي، الخبير اقتصادي في شؤون المستهلك، «تشهد معدلات الإنفاق الاستهلاكي ارتفاعاً ملحوظاً، خلال فصل الصيف، حيث تبدأ خطط الاستمتاع بالعطلة بالظهور على جدول معظم العائلات والأفراد، وخلال السفر وقضاء العطلات في الخارج، وشراء الهدايا ومستلزمات السفر، والإقامة في الفنادق، والترفيه الداخلي، والتسوق الموسمي، إضافة إلى العروض الترويجية والخصومات الواسعة، التي تقدمها مراكز التسوق والعلامات التجارية وتحفز المستهلكين على الشراء، إذ سرعان ما تتحول هذه الفترة إلى موسم ذروة للإنفاق، وأحياناً لفخ الفواتير المتراكمة، وديون تستمر لما بعد انتهاء موسم الصيف، نتيجة غياب التخطيط المالي، الأمر الذي يحول متعة الصيف إلى عبء طويل الأمد».
ولفت إلى «أن التقديرات الاقتصادية تشير إلى أن الإنفاق يرتفع بنسبة تتراوح بين 20% إلى 35%، مقارنة ببقية أشهر العام، لاسيما في قطاعات الترفيه، الأزياء، والسفر الخارجي، ويعد تنوع الفعاليات الصيفية داخل الدولة عاملاً إضافياً يعزز الاستهلاك بين الأسر والشباب».
نصائح لصيف بلا ديون
نصح السعيدي المستهلكين بوضع ميزانية واقعية قبل بدء الصيف، وتحديد أولويات الإنفاق، ومن الأفضل تجنب الشراء بدافع العروض فقط، مقارنة الأسعار والعروض، واستغلال الفعاليات المجانية أو المخفضة، كما يفضل استخدام بطاقات الخصم لا الائتمان لتجنب الديون، حيث إن الصرف بوعي يضمن متعة الصيف، دون ضغوط مالية لاحقة.
خصص ميزانية صيفية واضحة، حدد نفات السفر والترفيه مسبقاً، وتجنب الشراء العشوائي، استخدم تطبيقات تتبع الإنفاق، وادخر للطوارئ لمواجهة أي ظرف مفاجئ، استبدل بعض النزهات المكلفة بأنشطة داخلية أو مجانية، شارك العروض مع العائلة لتقليل الكلفة، ضع حداً للإنفاق اليومي، حيث إن تحديد مبلغ يومي للمصروفات يساعد على التحكم بالنفقات غير المتوقعة.
توسع العروض والفعاليات
قال ناصر صايمة، خبير التسويق، «تسجل أشهر الصيف ارتفاعاً ملحوظاً في الإنفاق الاستهلاكي، مقارنةً ببقية أشهر العام، تزامناً مع العطلات المدرسية ومواسم السفر، مدفوعاً بالعروض الترويجية المكثفة التي تطلقها المؤسسات المصرفية، ومراكز التسوق والعلامات التجارية، إضافة إلى التوسع في الفعاليات الترفيهية، وكنتيجة مباشرة لاستراتيجيات تسويق موسمية متكاملة وذكية، وتلعب هذه المحفزات التسويقية دوراً أساسياً في التأثير في سلوك المستهلك، وتحفيزه على اتخاذ قرارات شراء آنية، سواء للترفيه أو السفر أو المشتريات الشخصية»
وأضاف «من المهم أن يبقى المستهلك واعياً لدوافع الإنفاق في هذه الفترة، وأن يدير خياراته المالية بمرونة وانضباط، وبهذه الطريقة، يمكن الاستمتاع بأجواء الصيف والمشاركة في مختلف الفعاليات، دون الإضرار بالاستقرار المالي، ما يحقق توازناً صحياً بين الترفيه والالتزام بالميزانية».
خطوات لإدارة الميزانية
أوصي صايمة المستهلكين، بعدد من الخطوات العملية لإدارة الميزانية الصيفية بذكاء، والحد من الإنفاق الزائد تتمثل في، تحديد ميزانية موسمية شاملة تغطي جميع النفقات المتوقعة مثل السفر، المشتريات، والأنشطة العائلية، مع ترك هامش احتياطي للنفقات الطارئة، التخطيط المسبق للعطلات والسفر، حيث إن الحجوزات المبكرة غالباً ما تكون أقل كلفة وأكثر تنوعاً في الخيارات، مراقبة المصروفات أسبوعياً من خلال تطبيقات إدارة الميزانية، ما يساعد على تتبع الإنفاق وضبطه قبل أن يتجاوز الحدود، تجنب الشراء العاطفي الناتج عن العروض المحدودة أو الإعلانات المغرية، والتركيز على الرغبات الفعلية بدلاً من المؤقتة، الاستفادة من العروض الحقيقية بعد مقارنة الأسعار عبر الإنترنت ومنصات التسوق المختلفة، الانخراط في أنشطة مجانية أو منخفضة التكلفة مثل الفعاليات الثقافية المحلية أو النشاطات المجتمعية، والتي قد تغني عن إنفاق مبالغ كبيرة دون تقليل متعة الصيف.