
يتابع المهاجم الإيطالي السابق جوسيبي روسي (38 عاماً) تمرينات الناشئين في نادي نيوجيرسي الأمريكي بطموح منح الصغار فرصة في لعب الكرة لم تقدم له في البلاد على أيامه ومسيرة شابتها الإصابات والمحن العائلية، وقال روسي المولود بحي كليفتون في نيوجيرسي وانضم لبارما الإيطالي بسن الـ 12 في عام 1999:«في كل صيف كنا نعود مع العائلة للبلاد شهراً وتحديداً في قرية فرين حيث ولد والدي ويعيش فيها 500 شخص ونذهب أيضاً لقرية أكوافيفا دي ايسرنيا حيث ولدت أمي ونرى البحر في فاستو. تعرف والداي على بعضهما في مدرسة في كليفتون، والدي وصل الولايات المتحدة بسن الـ16 ووالدتي بسن الـ13 وبالنسبة لي كانت كليفتون مثل نيويورك».
حياة مغلقة
وتابع النجم الذي لعب في فياريال ومانشستر يونايتد الإنجليزي وخسر فرصة الفوز بلقب العالم مع المنتخب مرتين:«نشأت في منزل ملاصق للجيران مثل الذي يظهر في المسلسلات الأمريكية ولا يوجد مكان لأدور حوله إلا بالسيارة. لم يكن هناك إحساس بأني أعيش في حي، مجرد حياة مغلقة جداً في المنزل ولم يكن أي طفل من الجيران يرغب في لعب الكرة، كانوا فقط يريدون لعب السلة والبيسبول وكرة القدم الأمريكية. كنت ألعب تمريرات فقط مع والدي ووالدتي وشقيقتي لكن في فرين كان هناك ملعب من الكونكريت وكنا نلعب الكرة فيه لساعات ويتحول الملعب لمكان اجتماع وموسيقى ومباريات في المساء. حرية مطلقة وتنقل بلا إزعاج ولا خوف ولا قلق للوالدين، شعرت هناك أنني بسن الـ30. في إحدى المرات اصطحبني والدي لمدرسة كرة صيفية في تابيانو تيرم لمدة أسبوع وبقيت أتردد على هذه المدرسة في كل صيف لمدة 3 سنوات وهناك رصدني كشاف من بارما. كان قرار اللعب في بارما صعباً، لم أكن أريد الذهاب إلى هناك وحيداً لكن لم أرد تخييب أمل والدي لذلك انتقلنا أنا وهو للعيش في سالسوماجيوري وبقيت والدتي وشقيقتي تينا في كليفتون. كنا نتحدث الإيطالية بنسبة 40 في المئة في المنزل والإنجليزية 60 في المئة لذلك عانيت الكتابة بالإيطالية كثيراً وأيضاً بالفرنسية والرياضيات بالمدرسة وهي مواد كانت أكثر تقدماً في إيطاليا منها في أمريكا. كنت طفلاً خجولاً وأجد صعوبة في تكوين صداقات وظن المعلمون أن المدرسة بالنسبة لي حجة كي ألعب كرة القدم وهذا ضاعف محنتي. كنت أشعر بالغربة وأبكي كل ليلة حتى جاءت أمي لزيارتنا بعد شهر ونصف الشهر، بدت الفترة مثل 3 سنوات. كنت بخير فقط في الملعب، كان الملعب ملاذي الوحيد والمكان الوحيد الذي أستطيع التنفس والشعور بالراحة فيه. فكرت أكثر من مرة بالعودة للمنزل لكنني لم أقل هذا لا لوالدي ولا لوالدتي كي لا يشعرا بخيبة أمل كما لم أكن أريد الظهور بمنظر الفاشل وأردت أن أكون أنا صاحب القرار الأخير».
اللعب مع اليونايتد
في سن الـ17، انتقل روسي لليونايتد ويعلق:«كان هناك كشاف من اليونايتد في مايو 2004، اقترب مني وأعطاني دبوساً يحمل شعار النادي وورقة عليها رقم هاتف وقال لي، إنهم يريدون التعاقد معي. اعتقدت أنها مزحة وأعطيت الرقم لوالدي وتبين أن الموضوع حقيقي. كان عقداً مهماً لـ4 سنوات بفرصة التمرن مع الفريق الأول عندما كان اليونايتد أكبر ناد في أوروبا. التقيت بسير أليكس فيرغسون وكان حنوناً ولطيفاً ويحمي الواعدين ويرعاهم مثل الجواهر ويمرر لهم المبادئ واللوائح من البداية، لم أجد صعوبة في الانضباط فقد تربيت على هذا فقد كان والدي يعيدني للصراط كلما شطحت. التمرينات في اليونايتد وحشية وهجومية كأنها مباراة ولا صداقة بين أي أحد، الجميع يركل ويعرقل ويدفع. بدنياً كنت متخلفاً عنهم لكن كانت عندي موهبة وتوجب علي كسب احترام وثقة هؤلاء الوحوش من خلال التحرك بذكاء وتكتيك. كتب الكابتن روي كين في كتاب سيرته الذاتية:«في إحدى المرات صفعت لاعباً إيطاليا شاباً لأنه لم يمرر لي الكرة، هذا الفتى رد عليه بنظرة تحد. لو كان رد علي بكلمة واحدة لضربته لكنه صمت ونظرته كانت واضحة وأعادتني لتلك البلاد وفكرت في مصافحته لشجاعته». ذلك الفتى كان أنا ولا أتذكر تلك الحادثة مطلقاً لكنني كنت قطعاً عازماً على صناعة اسمي».
عاد روسي لكليفتون أكثر من مرة بسبب الإصابات لكن قرار الاعتزال كان بيده وليس بيد المدرب أو الطبيب ويضيف:«لعبت آخر 5 مباريات في مسيرتي مع سبال واعتزلت. الصعوبات تساعد وضرورية للنضج والتعلم وكنت محظوظاً لأنني واجهتها في صغري وبمساعدة والدي.عندما رحل في 2010 عندما كنت بسن الـ23 كنت مستعداً للحياة فقد علمني كيف أواجهها».