هل وصل الفن في الغرب إلى نهايته؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


انتهى الفن في ستينات القرن الماضي، هذا ما ذهب إليه مؤلف هذا الكتاب، وفاجأ به مؤرخي الفن، قبل سنوات، وهو يعيد صياغة أطروحته في هذا الكتاب، متوسعاً في مبرراته وحججه، إنه يبين كيف انحرف الفن الغربي عن المسار السردي المحدد له، انحرافاً لا رجعة فيه، ما قد يعني نهاية تاريخ الفن كما هو متبع.
مقابل هذا يركز المؤلف على فلسفة نقد الفن التي تستطيع التعامل مع الخاصية الأكثر إثارة للحيرة في الفن المعاصر، وهي أن كل شيء أصبح فعله ممكناً باسم الفن، حتى أصبح من الصعب الإجابة عن السؤال: ما الذي يجعل من عمل ما عملاً فنياً؟، هذا الكتاب وهو الأفضل حتى الآن، يساعدنا على إضفاء معنى على العصر الذي نعيش فيه.
يرتبط عنوان هذا الكتاب «بعد نهاية الفن.. الفن المعاصر وحدود التاريخ» (ترجمة هادية العراقي) بأطروحة دافع عنها مؤلفه آرثر سي. دانتو لسنوات عديدة في ما يخص نهاية الفن، وهي طريقة درامية إلى حد ما للتصريح بأن السرديات الكبرى التي حددت أولاً الفن التقليدي، وبعد ذلك الفن الحداثي، لم تبلغ النهاية فحسب، بل لم يعد الفن المعاصر يسمح لنفسه البتة، بأن تمثله السرديات الكبرى.
لقد أقصت تلك السرديات بالضرورة تقاليد وممارسات فنية محددة بوصفها خارج حدود التاريخ، وهي جملة لهيجل لجأ إليها المؤلف أكثر من مرة، إنها من بين الأشياء الكثيرة التي تميز لحظة الفن المعاصرة، أو ما يسميه المؤلف «اللحظة ما بعد التاريخية»، حيث لم تعد هناك حدود للتاريخ، ما من شيء مغلق بالطريقة التي افترض بها كليمنت جرينبرج أن الفن السيريالي لم يكن جزءاً من الحداثة مثلما تصورها، إن الحداثة في الفن لحظة من التعددية العميقة والتسامح الكامل، ما من شيء مستبعد في الفن.
يقول المؤلف إن «البنية الموضوعية لعالم الفن قد كشفت عن نفسها تاريخياً لتحددها حالياً تعددية جذرية، لقد شعرت بأن فهم ذلك الأمر ملح، لأنه يعني ضرورة إجراء إعادة نظر جذرية بالطريقة التي فكر بها المجتمع بشكل عام بالفن وتعامل فيها معه مؤسساتيا، وتضاف إلى هذا الإلحاح الحقيقة الذاتية التي تتضمن أنني في تعاملي معه سأكون قادراً على ربط تفكيري الفلسفي الخاص بطريقة منهجية بحيث أجمع بين فلسفة التاريخ التي ابتدأت بها، وفلسفة الفن التي توجتها بهذا المقدار أو ذاك».



‫0 تعليق

اترك تعليقاً