
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون في كلمة له بمناسبة عيد الجيش، حصرية السلاح بيد الدولة، وأن الجيش مصمم على استكمال الانتشار بالجنوب اللبناني، متهماً إسرائيل بانتهاك سيادة بلاده آلاف المرات ورفض الانسحاب من الأراضي التي احتلتها، مطالباً الولايات المتحدة بوقف الاعتداءات على بلده جواً وبراً وبحراً والاغتيالات.
وقال عون في كلمة له من مقر وزارة الدفاع اللبنانية: «واجبي وواجب الأطراف السياسية كافة، أن نقتنص الفرصة التاريخية، وندفع من دون تردّد، إلى تأكيد حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، دون سواهما، وعلى كافة الأراضي اللبنانية، اليوم قبل غد. كي نستعيد ثقة العالم بنا، وبقدرة الدولة على الحفاظ على أمنها بوجه الاعتداءات الإسرائيلية، التي لا تترك فرصة إلا وتنتهك فيها سيادتنا. كما بوجه الإرهاب الذي يرتدي ثوب التطرّف».
انتهاكات إسرائيلية
واتهم عون في كلمته إسرائيل بانتهاك السيادة اللبنانية آلاف المرات، وقتلت مئات المواطنين، منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، ومنع الأهالي من العودة إلى أراضيهم، وإعادة إعمار منازلهم وقراهم. ورفض إطلاق الأسرى والانسحاب من الأراضي التي احتلّتها.
وأكد عون أن الجيش اللبناني وقف إلى جانب الأهالي بكل شجاعة، مستذكراً موقف المقدم محمد فرحات، ابن بلدة دير قانون رأس العين، الذي قتل في غارة إسرائيلية، بعدما تحدّى سابقاً الجيش الإسرائيلي وجهاً لوجه، أمام جميع العدسات.
مهمات الجيش اللبناني
وتابع عون: «أوكلت للجيش مهمات تطبيق وقف النار. وذلك بالتنسيق مع اللجنة العسكرية الخماسية الأطراف. وتمكّن على الرغم من تواضع الإمكانات وكثرة مهامه الأخرى، من أن يبسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني غير المحتلة، وأن يجمع السلاح، ويدمّر ما لا يمكن استخدامه منه».
وشدد عون على أن الجيش اللبناني مصمم على استكمال مهامه، من خلال تطويع أكثر من 4500 جندي، وتدريبهم وتجهيزهم، ليكملوا انتشارهم في هذه المنطقة، على الرغم من عدم التزام إسرائيل بتعهداتها، مشيداً بأهل الجنوب في تسهيل انتشاره.
مطالب لأمريكا
وأدرج الرئيس اللبناني سحب السلاح ضمن بنود عدة، قال إنها وردت في مسودة أفكار عرضها الجانب الأمريكي، وأدخل لبنان عليها «تعديلات جوهرية»، على أن «تطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول، ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها».
وعدد عون جملة من البنود إلى جانب سحب السلاح، من بينها «وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية» على لبنان «بما في ذلك الاغتيالات» في إشارة إلى الضربات التي تطال عناصر «حزب الله»، رغم وقف إطلاق النار الساري منذ تشرين الثاني/نوفمبر، إضافة إلى «انسحاب إسرائيل» من النقاط التي تقدمت إليها خلال الحرب الأخيرة.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام دعا، الأربعاء، إلى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل «استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً»، إضافة إلى «البحث في الترتيبات الخاصة بوقف» إطلاق النار.