نجم البلدة يزيد من الانتعاش السياحي للعلاج والاستجمام في حضرموت اليمنية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


توافد مئات المواطنين اليمنيين على مدينة عاصمة محافظة حضرموت، للاستمتاع بفعاليات الموسم السياحي والثقافي “مهرجان نجم البلدة” في نسخة العام 2025، حيث يجري تقديم ألوان مختلفة من التراث الحضرمي الأصيل.

ويحرص آلاف اليمنيين سنويًا من مختلف مديريات محافظة حضرموت على الاستفادة من الأجواء التراثية والشعبية، التي تبدأ منتصف يوليو من كل عام وتستمر حتى نهاية الشهر نفسه، وتقدم مجموعة من أبرز الفعاليات الوطنية الجاذبة للسياح والمهتمين بالتراث.

وفي نسخة 2025، يقدم المهرجان العائلي والرقصات الشعبية، ومهرجانات فنية غنائية بمشاركة فنانين من داخل حضرموت وخارجها، وسينما البلدة للعروض السينمائية، ومعرض نكهات، وفعاليات بحرية وندوات ثقافية، وحفل مشروع كورال أطفال حضرموت، وبطولة دوري كأس البلدة لكرة القدم، وماراثون رياضي، وبطولة للسباحة.

تأمين
يهدف المهرجان إلى الترويج للتراث المحلي لمدن ساحل حضرموت، ويجذب آلاف الزوار من مختلف مناطق وخارجها، وبدت فقرة إطلاق الزاجل إحدى الفعاليات المميزة في المهرجان التي عكست لفتة رمزية تعبر عن السلام والتعايش.

ويسجل المهرجان حضورًا إنسانيًا مميزًا لفرق التطوعية، بالتنسيق مع قوات في تأمين الشريط الساحلي لمدينة ، لضمان سلامة مرتادي البحر والمشاركين في الفعاليات، في إطار الدعم المقدم من دولة الإمارات للحكومة اليمنية.

ونظم الإماراتي عددًا من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية، من بينها معرض الأسر المنتجة، وعروض ، والمأكولات الشعبية، والمنافسات الرياضية، ومسابقات مصارعة الذراعين، إلى جانب عروض فنية للفرق التراثية. كما دشن الأحمر فعاليات موسم تراثي إنساني يحاكي الماضي بجماله ويعانق الحاضر برسالته ليعيد الاعتبار للهوية المحلية.

حركة سياحية
من جانبها، دعت للمهرجان اليمنيين إلى المشاركة الفاعلة في هذه الفعالية الثقافية والسياحية، مشيرة إلى أهميتها في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية بمحافظة حضرموت، وتعزيز حضور التراث المحلي في المشهد العام.

وشهدت سواحل المكلا، خصوصًا شواطئ الستين والمنصة وخلف، توافدًا واسعًا منذ ساعات فجر اليوم الأول للمهرجان، حيث امتلأت بأسر جاءت للاستمتاع ببرودة البحر ومتابعة الفعاليات، كما انتشر الباعة في مواقع مختلفة، فيما أبدع عدد من الشباب في ابتكار خدمات وأفكار ترتبط بالحدث، في حين مارس آخرون ألعابًا رياضية، ككرة القدم، في أجواء تملؤها البهجة.

وفي النسخ الحديثة منه أيضًا سجلت سواحل وفنادق مدينة المكلا ازدحامًا جراء تدفق الزوار من داخل وخارج حضرموت واليمن، ما انعكس إيجابًا على الحركة السياحية، كحالة نادرة في البلاد.

ويتدفق اليمنيون من كافة محافظات اليمن من أجل التمتع بالمياه الباردة، حيث أن لهذه المياه الباردة فوائد علاجية مثل علاج الحساسية وبعض التشنجات والأمراض العصبية.

ومن أجل السياحة العلاجية يتوافد إلى المكلا الكثير من أبناء محافظات شبوة والمهرة وسقطرى ومأرب؛ حيث يحب الناس هذه الظاهرة لبرودة المياه على امتداد سواحل مدينة المكلا ومدينة الشحر ومنطقة وحتى منطقة بئر علي.

ويحول موسم نجم البلدة مدينة المكلا إلى عاصمة سياحية تجمع كل أبناء اليمن، حيث يأتي إليها المغتربون وأناس آخرون قاصدين السواحل للتنزه، وتمتلئ المطاعم والشاليهات والفلل بالزوار، ما ينعكس بشكل إيجابي على الحركة السياحية والاقتصادية.

وينصح الاقتصاديون بأهمية الاستفادة من هذه المعالم الطبيعية لجذب الزائرين وتنشيط الأنشطة سياحيا وفندقيا وخدميا وإيجاد مشاريع ومتنزهات على هذه السواحل، خصوصًا أن حضرموت تعد أكبر محافظات اليمن من حيث المساحة.

وتتمتع حضرموت بمعالم حضارية وأثرية وطبيعية جميلة، فتكون فيها فرصة لزيارة موسم نجم البلدة والتمتع بهذه الوجهة الثقافية في المحافظة العريقة

تاريخ طويل
ومهرجان نجم البلدة في حضرموت له تاريخ طويل، حيث يُحتفل به منذ القدم في المناطق الساحلية من حضرموت بمناسبة ظاهرة فلكية مرتبطة بتقويم نجمي قديم. ومع ذلك، فإن النسخ الحديثة من المهرجان والتي تتضمن فعاليات سياحية وثقافية متنوعة بدأت في الآونة الأخيرة.

ينقل مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية عن الباحث والناشط سالم باراس، وهو من أبناء حضرموت، قوله إن «نجم البلدة هو نجم من النجوم وفق الحساب الفلكي، ويختص بمدينة المكلا لوجود ظاهرة طبيعية تتمثل في برودة مياه البحر هذه الأيام رغم الأجواء الحارة خلال فصل الصيف.

ويروي أنه “على مدار 15 يومًا تبدأ المياه الباردة بالتدفق على سواحل مدينة المكلا نتيجة لهبوب الرياح الموسمية في يوليو، والتي تكون سببا في نشوء المياه الباردة، في ظاهرة طبيعية تسمى التيارات البحرية الباردة المتدفقة على سواحل مدينة المكلا وحواليها”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً