غزة- أ ف ب
قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، الثلاثاء، إن «21 طفلاً توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة» في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع وصول الكارثة الإنسانية إلى سكان القطاع مستويات غير مسبوقة من الجوع وفي ظل توسيع القوات الإسرائيلية عملياتها.
وأعرب أبو سلمية عن تخوّفه قائلاً: «(نحن) مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة. 900 ألف طفل في غزة يعانون الجوع، 70 ألفاً منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية».
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة صباح الثلاثاء، مقتل 15 فلسطينياً في القصف الإسرائيلي، بعد ساعات من تنديد منظمة الصحة العالمية بقصف مقرها ومستودعها الرئيسي في دير البلح.
ويحصي جهاز الدفاع المدني يومياً سقوط مزيد من القتلى بنيران القوات الإسرائيلية، سواء في المنازل المتبقية في المدن أو في خيام النازحين وأثناء انتظار تلقي المساعدات.
25 دولة تطالب بإنهاء الحرب
وطالبت 25 دولة غربية بإنهاء الحرب المدمرة المستمرة منذ 21 شهراً «على الفور»، معتبرة أن معاناة المدنيين الذين تتهددهم المجاعة بلغت «مستويات غير مسبوقة».
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، إن على الجيش الإسرائيلي «التوقف عن قتل» المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.
وكتبت كالاس على «إكس» أن «قتل مدنيين يطلبون مساعدات في غزة، أمر لا يمكن الدفاع عنه. تحدثت مجدداً مع (وزير الخارجية الإسرائيلي) جدعون ساعر لتأكيد تفاهمنا بشأن تدفق المساعدات، وأوضحتُ أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع».
الثلاثاء، قالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات.
وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إنه «حتى 21 يوليو/تموز، سجلنا مقتل 1054 شخصاً في غزة بينما كانوا يحاولون الحصول على الطعام»، مؤكدة أن هؤلاء الأشخاص قتلهم الجيش الإسرائيلي.
عليهم «التوقف عن قتل الناس»
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل إن «13 ضحية وأكثر من 50 إصابة بينهم عدد من الأطفال والنساء وصلوا إلى مستشفى الشفاء بغزة بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بغارة جوية استهدفت خيام النازحين»، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، قال بصل إنه تم «نقل ضحيتين».
وأظهرت لقطات أعمدة دخان متصاعدة من المنطقة مع سماع طنين طائرة استطلاع. وقال رائد بكر الذي يعيش مع أطفاله الثلاثة في خيمة في مخيم الشاطئ، إنه صحا على دوي انفجار ضخم وشعر بأنه يعيش «كابوساً: نار وغبار ودخان وأشلاء تتطاير وأتربة قي الجو، والأطفال يصرخون، وخيمتي طارت في الهواء».
وأشار إلى أن «الجيران نقلوا عدداً من المصابين مشياً على الأقدام لأنه لا توجد سيارة ولا عربات (تجرها) الحمير. لم ننم… ليلة مرعبة».
وقال مهند ثابت (33 عاماً): «كانت ليلة رعب.. قصف وانفجارات، لقد أهلكونا! (نجد) أطفالاً ونساء شهداء وجرحى، كانوا نائمين». وأضاف أنه نقل طفلاً لا يتجاوز عمره 6 سنوات كان مصاباً ولم ينتبه إليه أحد في إحدى الخيام المستهدفة.
وأوضح: «حملتُه بين ذراعيّ وأسرعت مع جدته مشياً إلى مستشفى الشفاء. كان المستشفى مزدحماً بالمصابين.. ألا يكفي الجوع؟».
الطواقم الطبية جائعة
وفي نداء استغاثة، قال مدير مستشفى المعمداني في غزة فضل نعيم: إن الأطباء والطواقم الطبية والفنية والإدارية في المستشفى «يتضورون جوعاً وهم محرومون من الطعام والنوم والراحة».
وأشار إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها العاملون في القطاع الصحي الذين «يواصلون العمل لإنقاذ أرواح المواطنين المصابين والمرضى بينما أجسادهم تنهار ولا نستطيع فعل شيء».
وفي القدس، أكد بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، الثلاثاء، إثر عودته من غزة، أن الوضع الإنساني في القطاع الذي يعاني سكانه القصف اليومي والنقص الحاد في الغذاء «غير مقبول أخلاقياً».
وقال بيتسابالا الذي زار قطاع غزة، الجمعة، إثر قصف إسرائيلي استهدف كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص «رأينا رجالاً يقفون تحت الشمس لساعات طويلة على أمل الحصول على وجبة بسيطة.. هذا غير مقبول أخلاقياً ولا يمكن تبريره».
غير مقبول
ونددت منظمة الصحة العالمية باقتحام مقرها في دير البلح. وقال مديرها العام تيدروس أدهانوم غبرييسوس، إن الجيش الإسرائيلي «أجبر النساء والأطفال على إخلائه والسير على الأقدام نحو المواصي» التي تبعد أكثر من عشرة كيلومترات جنوباً.
وأضاف أنّه «جرى تكبيل أيادي الرجال من أفراد الطاقم وأفراد العائلات، وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم في الموقع وشهر السلاح بوجههم».
وتزداد الانتقادات لممارسات إسرائيل مع توسيع جيشها عملياته إلى وسط القطاع حيث استُهدفت دير البلح بقصف مدفعي كثيف، الاثنين، بعد أوامر للسكان بإخلائها طالت ما بين 50و80 ألف شخص وفقاً للأمم المتحدة.
وفي خطاب ألقاه في إسطنبول، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن موت فلسطينيين في قطاع غزة من أجل «قطعة خبز أو شربة ماء» أمر «غير مقبول».
وأضاف: «لا يمكن لأي شخص لديه ذرة من الكرامة الإنسانية أن يقبل بهذه الوحشية التي يموت فيها عشرات الأبرياء يومياً، لأنهم لا يجدون قطعة خبز أو شربة ماء».