
أكد الدكتور حسن علي، خبير الشؤون الإسرائيلية، أن مصر تظل الطرف العربي الأكثر التزامًا بالقضية الفلسطينية، وتتحرك منذ بدايات الأزمة في غزة بدوافع أخلاقية وإنسانية، دون انتظار مقابل أو مصالح، وقال إن الموقف المصري ليس جديدًا، بل هو امتداد لدور تاريخي طويل، موضحًا أن مصر تعتبر من الدول النادرة التي تدافع عن فلسطين بلا أي أهداف خفية.
وأوضح د. حسن علي خلال حواره ببرنامج ( العالم غدًا ) أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير بشأن غزة جاء في توقيت حساس، حيث تزامن مع انعقاد مؤتمر دولي في نيويورك لدعم حل الدولتين، ووصف الكلمة بأنها مباشرة وحاسمة، وأكدت من جديد ثوابت الموقف المصري، الذي يضع القضية الفلسطينية في صميم أولوياته، وأضاف أن الرسائل الرئاسية كانت موجهة للعالم كله، خاصة الدول الكبرى التي تملك أدوات التأثير.
وأشار إلى أن ما يُروّج عن تعطيل مصر لدخول المساعدات مجرد حملات مغرضة، مؤكدًا أن المعوقات الحقيقية تأتي من الطرف الإسرائيلي، وأضاف: “الرئيس السيسي أوضح أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري، بل إن التنسيق مع الطرف الفلسطيني هو ما يؤخر أحيانًا دخول المساعدات، ومصر لا تمانع أبدًا إدخال أي دعم إنساني لغزة”.
وتابع أن الحملات الإعلامية التي شككت في الدور المصري هدفها تشويه صورة مصر والنيل من مصداقيتها، لكنها سرعان ما سقطت أمام الواقع، وأوضح أن مصر تبذل جهدًا كبيرًا سياسيًا وإنسانيًا، وتتحرك بالتنسيق مع الأطراف العربية والدولية لوقف إطلاق النار، على رأسها قطر والولايات المتحدة، هذا دور لا يمكن لأحد أن يزايد عليه.
وتحدث عن رسالة الرئيس السيسي الموجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي دعا فيها إلى استخدام نفوذه للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب، وقال : “الرئيس يعلم حجم العلاقة بين ترامب ونتنياهو، ويثق بأن ترامب يمكنه التأثير على القرار الإسرائيلي، بعيدًا عن التطرف المسيطر داخل الحكومة”.
وذكر أن التطرف داخل إسرائيل بلغ مستوى غير مسبوق، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يوصف اليوم، حتى من داخل إسرائيل، بأنه أسوأ من تولّى هذا المنصب، واستشهد بتصريحات نُشرت في صحيفة ذا ماركر، تصف نتنياهو بأنه يشوه صورة إسرائيل عالميًا، ويرفض كل الدعوات لوقف الحرب رغم ضغوط عائلات المختطفين أنفسهم.
أما بشأن مؤتمر حل الدولتين المنعقد في نيويورك، فرأى د. حسن أنه يمثل منعطفًا مهمًا، لأنه ينعقد بعد كارثة إنسانية حقيقية في غزة، أصبحت محل إجماع دولي، وأكد أن هذا المؤتمر ليس مجرد تظاهرة سياسية، بل هو رد عملي على دعوات إسرائيلية بتهجير سكان غزة، وهو يضع العالم أمام مسؤوليته في دعم حل سياسي حقيقي.
وأبدى د. حسن علي تفاؤله بأن الدعم الشعبي الأوروبي والأمريكي المتزايد سيُجبر الحكومات الغربية على التحرك. وقال: “الرئيس الفرنسي أعلن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر، وأتوقع أن تحذو دول أخرى هذا النهج. المشهد تغيّر، والعالم لم يعد يتجاهل معاناة الفلسطينيين كما في السابق”.
وفي ختام اللقاء، أكد د. حسن أن استمرار المجازر في غزة سيجعل التخاذل الدولي أكثر كلفة، متوقعًا أن تسفر مخرجات مؤتمر نيويورك عن ضغوط حقيقية لصالح الفلسطينيين، لكنه أقر بأن تنفيذ تلك النتائج على الأرض يحتاج إلى إرادة سياسية دولية، تتجاوز مجرد الإدانات والشجب، داعيًا إلى حل أخلاقي وإنساني وشرعي يعيد للفلسطينيين دولتهم وكرامتهم.
برنامج (العالم غدًا) يذاع يوميًا على شاشة القناة الأولى المصرية فى العاشرة مساءًا تقديم ريهام الديب وليلى عمر ومحمد ترك، رئيس التحرير أيمن عطيه أبو العطا.
لمتابعة البث المباشر للقناة الأولى المصرية..اضغط هنا