قال د. طارق عبد المحسن حلوة الخبير الاقتصادي عضو الاتحاد العربي للتنمية المستدامة إن الاحتفال باليوم العالمي للسكان الذي يصادف 11 يوليو له أهمية كبيرة كمناسبة لتعزيز الوعي بالقضايا السكانية وربطها بـأهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن تحويل الموارد البشرية إلى ثروات بشرية يعتمد على تحسين الصحة والتعليم ورفع المهارات وهي عناصر جوهرية في تحقيق التنمية المستدامة، كما شدد على أهمية توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم الجيد للجميع بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة ، فمنذ عام 2016 تبنت مصر الاستراتيجية الوطنية لتنمية الأسرة المصرية والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بهدف تحسين جودة الحياة عبر الرقمنة وتصنيف الأسر حسب الاحتياجات (الصحة ، التعليم ، المهارات). وتم التركيز على إعادة التوزيع الديموغرافي للسكان عبر إنشاء مدن جديدة في الصحراء الغربية وتحويل المناطق الصحراوية إلى مدن منتجة مثل مدينة السادات والتي أصبحت نموذجا للتنمية الشاملة .
كما أكد دور تمكين المرأة وتبني سياسة “الأسرة الصغيرة” كجزء من الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التوازن بين النمو السكاني والموارد الاقتصادية.
وكشف د. عبد المحسن خلال لقاء له ببرنامج (حوار اليوم) عن مشاركة الدولة مع الجمعيات الأهلية في مبادرة “أسرة من اثنين” لتعديل الثقافة السكانية حيث يلتزم المقبلون على الزواج بعدم إنجاب أكثر من طفلين مدعومين بخدمات صحية وتعليمية وحذر من تداعيات الزيادة السكانية غير المدروسة ، كما أشاد بالتجربة الاقتصادية المصرية في العقد الأخير والتي لفتت انتباه دول مثل فرنسا حيث بات المهندس المصري يُنظر إليه كقوة قادرة على تجاوز التحديات بسرعة ، ذكر أن مصرتواجه تحدياتها الذاتية دون انتظار مساعدات خارجية عبر مبادرات مثل “ابدأ” التي توفر تمويل لأصحاب المشاريع الصغيرة لتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين.
وكشف عن خطة لتحويل 18 مدينة إلى “رئات اقتصادية” بدلاً من الاعتماد التقليدي على القاهرة والإسكندرية والجيزة ، منها تجمعات صناعية في بنها وأسيوط وأسوان ، كلٌ حسب موارده الطبيعية (مثل صناعة السيارات في المناطق المتخصصة) ، ذكر أن الدولة توفر حوافز للمستثمرين والمواطنيين للإقامة في هذه المدن الجديدة مثل التسهيلات الائتمانية وتوفير البنية التحتية اللازمة.
برنامج حوار اليوم يذاع على شاشة النيل للأخبار.
الحلقة من تقديم الإعلامي هاني فرج.