مذابح جماعية إسرائيلية في غزة.. ونحو 650 ألف طفل مهددون بالمجاعة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


لقي أكثر من 100 فلسطيني حتفهم بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس السبت، منهم 34 على الأقل من منتظري المساعدات، الذين أصيب منهم 180 قرب مركز توزيع المساعدات شمالي رفح جنوبي القطاع، بالتزامن مع استمرار تدهور الوضع الإنساني والمخاوف من تهديد حياة نحو 650 ألف طفل بسبب المجاعة، فيما ناشدت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة ضرورة إدخال الوقود لتشغيل المستشفيات وأنظمة المياه وشبكات الصرف الصحي.

في اليوم ال645 من حرب الإبادة على غزة، شملت استهدافات الجيش الإسرائيلي مختلف أنحاء القطاع، وطالت خياماً لنازحين ومنازل وتجمعات لمدنيين ومنتظري مساعدات في جنوبي خان يونس. وقال المكتب الحكومي في غزة، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة في مخيم الشاطئ أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بمقتل 98 حتى عصر أمس، فيما استمرت الغارات الإسرائيلية مساء وخلال الليل وأسفرت، حسب تقارير أولية، عن سقوط عشرات الضحايا الآخرين.

وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على المجوّعين المصطفين قرب مراكز توزيع المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص.

وفي غضون ذلك، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مستويات كارثية بعد أكثر من 100 يوم على الإغلاق الكامل لمعابر القطاع. وكشف المكتب أن خطر المجاعة يتفاقم، وأن الموت يتهدد مئات الآلاف، بينهم 650 ألف طفل، وأضاف أن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب سوء التغذية بلغ 67 طفلاً.

وأوضح أن نحو مليون وربع المليون شخص في غزة يعيشون حالة جوع كارثي. كما كشف المكتب أن 96% من سكان القطاع يعانون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي.

وبموازاة ذلك، حذّرت الأمم المتحدة، أمس السبت، من أن نقص الوقود في قطاع غزة بلغ «مستويات حرجة»، ما يهدّد بمفاقمة معاناة سكان القطاع المدمر بفعل الحرب.

وأكدت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة في إعلان مشترك، أن «الوقود هو العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة في غزة».

وتحدّثت الوكالات عن الحاجة إلى «الوقود لتشغيل المستشفيات وأنظمة المياه وشبكات الصرف الصحي وسيارات الإسعاف والعمليات الإنسانية بكل جوانبها»، لافتة أيضاً إلى حاجة المخابز للوقود.

وحذّرت الوكالات وبينها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي من أن «شح الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة».

وأشارت إلى أن «سكان غزة، بعد نحو عامين من الحرب، يواجهون صعوبات قصوى، لاسيما انعداماً معمماً للأمن الغذائي. وحين ينفد الوقود، فهذا يلقي عبئاً جديداً لا يمكن تحمله على سكان على حافة المجاعة».

وقالت الأمم المتحدة إن الوكالات التي تستجيب للأزمة الإنسانية الكبيرة في أنحاء من القطاع دمّرها القصف الإسرائيلي وتتهدّدها المجاعة «قد تضطر لوقف عملياتها بالكامل» إذا لم يتوافر الوقود الكافي.

وتابعت: «يعني ذلك عدم توافر خدمات صحية أو مياه نظيفة أو قدرة على تقديم المساعدات».

وأضافت: «بدون الوقود الكافي، تواجه غزة انهياراً لجهود الإغاثة الإنسانية»، محذّرة من أنه «بدون الوقود، لا يمكن تشغيل المخابز والمطابخ المجتمعية. ستتوقف أنظمة إنتاج المياه والصرف الصحي، ما سيحرم الأسر من مياه شرب آمنة مع تراكم النفايات الصلبة والصرف الصحي في الشوارع».

وقالت الوكالات في بيانها، إن «هذه الظروف تعرّض الأسر لتفشي الأمراض الفتاكة وتقرّب أكثر الفئات ضعفاً في غزة من الموت».

يأتي التحذير بعد أيام على تمكّن الأمم المتحدة من إدخال الوقود إلى غزة لأول مرة منذ 130 يوماً، فيما اعتبرت الوكالات الأممية ذلك «تطوراً مرحباً به»، قالت إن ال75 ألف لتر من الوقود التي تمكنت من إدخالها، كانت مجرد «جزء يسير مما هو مطلوب يومياً للحفاظ على الحياة اليومية ولاستمرار عمليات توفير المساعدات الحيوية».

وأكدت أن «الوكالات الإنسانية وشركاء الأمم المتحدة لا يبالغون في توصيف الطابع الملح لهذه اللحظة».

وأضافت: «يجب السماح بإدخال الوقود إلى غزة بكميات كافية، وبشكل منتظم لدعم العمليات المنقذة للحياة».

من جهتها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس السبت، من عواقب صحية وخيمة بسبب انعدام المياه النظيفة.

وقالت«الأونروا»، في بيان: «لا صابون، لا مياه نظيفة. لا يمكن استحمام الأطفال في غزة بشكل صحيح بسبب الحصار المستمر». وأضافت: «يمكن أن يؤدي هذا، إضافة إلى ازدحام الملاجئ وحرارة الصيف، إلى عواقب صحية وخيمة». وتابعت الوكالة «يجب رفع الحصار. ويجب السماح ل«الأونروا» باستئناف توصيل المساعدات الإنسانية، بما في ذلك مواد النظافة الصحية إلى غزة». (وكالات)



‫0 تعليق

اترك تعليقاً