ورد إلى برنامج (بريد الإسلام) رسالة من مستمع يقول فيها : ما المراد بالأشهر الحرم ولماذا سميت بذلك؟
أجاب دكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة بأن الأشهر الحرم أربعة أشهر من شهور السنة ذكرها الله إجمالا في قوله تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) .ۚ
وذكر أن في الجاهلية قبل الاسلام كانوا يجعلون لهذه الأشهر حرمة ويحرمون فيها القتال ، فلا تقاتل ولا تسطو القبيلة القوية على القبيلة الضعيفة ولا تظلمها في هذه الأشهر، ولكن لشيء من الجشع والطمع كانوا يؤجلون بعض الأشهر ليحققوا مطالبهم في القوة وأكل أموال الناس بالباطل فكانوا يؤخرون الشهر ويقدمون الشهر الحلال عليه ثم يعودون للتحريم مرة أخرى، لذلك قال تعالى( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّه).
وتابع حديثه قائلا إنه عندما جاء رسول الله ذكر هذه الأشهر الحرم وبيّنها، فقال ثلاثة سرد وواحد فرد فالسرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ،وأما الفرد فهو شهر رجب.
واحترم رسول الله ما كان عليه العرب فى الجاهلية من تحريم القتال في هذه الأشهر فلما اعتدى المشركون على المسلمين في أوائل الدعوة الإسلامية سمح الله للمسلمين أن
يقاتلوا المشركين كافة في جميع الأشهر ونزل قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ )، ومن هنا أباح الإسلام القتال إذا اعتدى المعتدون على المسلمين في الأشهر الحرم وأن يردوا هذا العدوان بمثله لقوله (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْه).
وفي نهاية حديثه قال د.غنايم إن المسلمين يحتفون بهذه الأشهر بالصيام وكثرة التوبة وكثرة الذكر كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله “صم من الحرم وافطر”.
برنامج (بريد الإسلام) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميا تقديم إبراهيم مجاهد.