
في إطار الاحتفال بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس (1925-2025)، أعلنت «طيران الإمارات» دعمها لفعاليات المئوية ومن بينها ندوة دولية تنظمها مؤسسة «اليونيسكو» في باريس خلال يومي 11 و12 سبتمبر/أيلول المقبل. وتأتي مبادرة «طيران الإمارات» لتؤكد على اهتمام المؤسسات المدنية والحكومية والخاصّة بالعمل الثقافي الإماراتي والآداب والفنون والصناعات الإبداعية المحلية، وهي مبادرة نبيلة وليست الأولى من نوعها في سياق دعم «طيران الإمارات» لقطاع الثقافة في الدولة بأكثر من فعالية تشاركية بالتنسيق مع الجهات الثقافية المختصة.
مبادرة «طيران الإمارات» نموذج وطني يستحق الاحترام، ذلك أن المناسبة في حدّ ذاتها هي في الوقت نفسه نموذج ثقافي إماراتي عربي جدير بالتوقف عنده وقراءة دلالاته الرمزية، ويتمثل هذا النموذج في شخصية سلطان بن علي العويس الشاعر الإنساني والأديب الجمالي الذي خدم بثروته ومكانته الاجتماعية والاقتصادية ثقافة بلاده والثقافة العربية ممثلة في رموزها الأدبية الروائية والشعرية بشكل خاص.
في الإطار نفسه، رأت منظمة «اليونيسكو» بكوادرها وكياناتها المعيارية والأخلاقية أن سلطان بن علي العويس، إلى جانب اعتباريته الأدبية في بلاده وفي الوطن العربي إنما يحمل أيضاً رمزية أخلاقية رفيعة حين يجمع بين الثقافة وبين الاقتصاد ضمن ثنائية توافقية جعلت من المثقف العربي حالة إنسانية مستقلة حين يحظى بالتكريم المادي والمعنوي من جانب مؤسسة سلطان بن علي العويس التي ذهبت جوائزها إلى المئات من الكتاب والشعراء والأدباء العرب وفق معايير عادلة نزيهة منسوبة إلى أعضاء في لجان تحكيم مهنية هم على درجة رفيعة من الثقافة والسمعة والنبل.
قرأت «اليونيسكو» جيداً هذه التجربة المؤسسية العربية التي تحمل اسم العويس، وقبل ذلك، عرف الشعراء والمثقفون العرب تاريخ وذاكرة سلطان بن علي العويس رجل الصداقات العزيزة الكريمة مع العشرات وربما المئات من رموز الأدب في الخليج العربي، والجزيرة العربية، ومصر، وبلاد الشام والعراق، وتعود هذه الصداقات الشخصية والثقافية المثمرة إلى النصف الأول من القرن العشرين.
مئوية العويس هي احتفالية المؤسسات الثقافية الإماراتية كلها، وهي أيضاً احتفالية المؤسسات الثقافية العربية في شرق وغرب الوطن العربي، أو هكذا ينبغي أن تكون هذه المناسبة الجميلة فعلاً في تاريخ ثقافتنا العربية المعاصرة، فقد فاز بجوائز العويس كتّاب عرب من شرقيّ وغربيّ وطننا الكبير بلغته وشعره وهويته الأدبية، ونخبه الصانعة والمُعَمّقة لثقافة الحياة والجمال.
مبادرة «طيران الإمارات» تقودنا إلى هذه الكتابة المتفائلة والفرحة بهذه المناسبة المئوية الشعرية بالدرجة الأولى، وقد كان الشعر لؤلؤ سلطان العويس، رجل الأدب العربي المبكر في منطقة الخليج العربي منذ جماعة الحيرة في الشارقة في النصف الأول من القرن العشرين، قرن الرجال المؤسسين للأدب والفكر والفنون، وكان العويس من ذلك الزمان، وظل دائماً من هذا المكان العربي الإماراتي الكريم.
[email protected]