يستعد علماء الفلك لمتابعة مرور كويكب ضخم بالقرب من الأرض يوم الاثنين المقبل، 28 يوليو/ تموز، في حدث فلكي نادر يسلّط الضوء على أهمية مراقبة الأجسام الفضائية القريبة من كوكبنا.
ويحمل الكويكب اسم “2025 OW”، ويبلغ طوله نحو 210 أقدام، أي ما يعادل مبنى مكونًا من 15 طابقًا أو طائرة ركاب ضخمة، ويشبه في حجمه ” المائل” الشهير في .
ووفقًا لتقديرات “”، فإن الكويكب سيمر على بُعد نحو 393 ألف ميل من الأرض، وهي مسافة تزيد قليلًا عن المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر. ورغم اقترابه، أكدت الوكالة أن الكويكب لا يُشكّل أي تهديد، مشيرة إلى أن هذا الحدث يُعد فرصة مهمة لفهم حركة وتتبعها بدقة.
ويمثل “2025 OW” الأكبر ضمن مجموعة من خمسة كويكبات ستقترب من الأرض خلال أسبوع واحد. وتشير البيانات إلى أن اثنين من هذه الكويكبات، يتراوح كل منهما بين 100 و200 قدم، سيمران يوم الخميس على مسافة تفوق مليون ميل، بينما يُتوقع مرور كويكب يوم السبت المقبل.
ورغم أن “2025 OW” لن يكون مرئيًا بالعين المجردة أو من خلال التلسكوبات الصغيرة نظرًا لحجمه ومسافته، إلا أن سرعته الهائلة، التي تبلغ 47 ألف ميل في الساعة، تجعل منه هدفًا مثاليًا للرصد من قِبل وكالات والمراصد الكبرى حول العالم.
في سياق متصل، أطلق باحثون فلكيون تحذيرات بشأن ما وصفوه بـ”الجانب المظلم” من مراقبة الكويكبات، مشيرين إلى وجود نقاط عمياء قد تحجب رؤيتنا لبعض الصخور الفضائية الخطرة. وبيّنت دراسة دولية جديدة، شارك فيها علماء من وفرنسا وإيطاليا، أن كواكب مثل الزهرة قد تعيق اكتشاف بعض الكويكبات التي تدور في مدارات متزامنة معها بسبب وهج الشمس.
وكشفت الدراسة عن ثلاثة كويكبات على الأقل – من بينها “2020 SB” و”2020 CL1″ – يُعتقد أنها تدور في مناطق خفية عن أجهزة الرصد الأرضية، مشيرة إلى أن قطر بعضها قد يتجاوز 1300 قدم، وهو حجم كافٍ لتدمير مدن كاملة وإحداث كوارث كبرى مثل موجات تسونامي وحرائق واسعة النطاق، إذا ما اصطدمت بالأرض بشكل مفاجئ.
وتعيد هذه النتائج التذكير بأهمية الاستثمار في تقنيات استكشاف الفضاء وتعزيز منظومات الإنذار المبكر للكويكبات، تجنبًا لأي سيناريو كارثي غير متوقع.