لا يختلف اثنان على عبقرية الإسباني بيب جوارديولا في فنون التكتيك وأساليب اللعب، ليتربع على عرش أفضل مدربي العالم خلال السنوات الأخيرة بأسلوبه الفريد ورؤيته الثاقبة التي جعلته يحول كل فريق يدربه إلى معزوفة موسيقية على أرض الملعب.
اعتاد الجميع على أن قرارات جوارديولا الفنية داخل الملعب دائمًا ما تكون صائبه، ولكن ليس لكل القرارات الفنية مردود إيجابي على مصلحة الأندية، حتى أن وقع أعظم مدرب في العالم في خطأ محظور كلف السيتي خسارة أحد أبرز المواهب الواعدة في العالم.
ارتكب جوارديولا زلة كبيرة في مسيرته عندما سمح برحيل كول بالمر عن مانشستر سيتي، ورغم أن القرار في بدايته كان موفقًا لدى جماهير مانشستر سيتي لقوة تشكيل الفريق وعدم الاحتياج لخدمات اللاعب، إلا أن تألق بالمر اللافت مع تشيلسي سرعان ما كشف عن مدى خطورة هذا القرار.
رحلة تحدٍ مماثلة لميسي في البدايات
عانى كول بالمر في بداية رحلته مع مانشستر سيتي بنفس الأزمة التي عانى منها ميسي مع برشلونة في مرحلة تكوينه، حيث عانى اللاعب من مشاكل في النحافة والنمو، وهي نفس المشكلة التي كادت أن تعرقل انطلاقة ميسي في بدايته.
ولذلك تم اطلاق اسم ميسي إنجلترا على بالمر لسببين الأول القدم اليسرى التي يمتلكها اللاعب في دقة في التمرير، واللمسة الفنية في وضع كرة في شباك الخصوم، أما السبب الثاني هو التشابه مع ميسي في البداية الصعبة التي عانا منها الثنائي لوجود مشاكل في النمو.
عرض هذا المنشور على Instagram
تمت مشاركة منشور بواسطة 365Scoresarabic (@365scoresarabic)
الأصغر في الفئات العمرية
سرعان ما فرض بالمر نفسه في مانشستر سيتي لدرجة أنه كان أصغر لاعب يشارك دائمًا في جميع الفئات العمرية التي لعب لها، وذلك بفضل موهبته والإمكانيات الفنية الكبيرة التي يملكها والتي دفعت جميع المدربين الذين أشرفوا على تدريبه في الاعتماد عليه بشكل أساسي.
وبالرغم من فرض بالمر اسمه في جميع الفئات العمرية إلا أن الشكوك بدأت حول اللاعب لبعض المشاكل المتعلقة بالتكوين والنمو، لأنه بحسب مدربيه كان يخسر معظم الالتحامات مع المدافعين، ومن هنا بدأت رحلة الشك حول استمراه مع الفريق.
عندما علم بالمر بالصعوبات التي قد يواجهها في مسيرته، بدأ الاهتمام بنظامه الغذائي وبالتواجد المستمر في صالة الألعاب الرياضية، مؤكدًا لنفسه على أن الموهبة وحدها لن تكفي للاستمرار مع هذه المنظومة الأفضل في العالم.
توهج بالمر مع أكاديمية السيتي لفت انظار جوارديولا بشدة، ليقرر بعدها ضمه إلى قائمة الفريق الأول، ومنحه بعض الدقائق للمشاركة ولكنه لم يكن الجناح الأول في حساباته لوجود وفرة كبيرة من اللاعبين المميزين في كتيبة الأزرق السماوي.
تقلصت فرصة مشاركة بالمر مع جوارديولا والذي دائمًا ما كان ينظر للاعب الأساسي الجاهز، ليقرر بعدها بالمر اتخاذ قراره بالرحيل عن الفريق.
من الدكة إلى القمة
لم يجد الشاب الموهوب كول بالمر مكانًا في خطط جوارديولا الصارمة، لينضم بعدها إلى تشيلسي بحثًا عن فرصة أكبر، وهناك أطلق العنان لإمكاناته الكاملة. تحول سريعًا من لاعب بديل إلى أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي، وأصبح اسمًا يلمع بقوة في سماء إنجلترا.
استغل تشيلسي الفرصة وبدأ بناء الفريق على بالمر بالشكل المثالي، ليخطف اللاعب الأضواء في البريميرليج والبطولات المحلية ليستمر هذا التألق في مونديال الأندية البطولة التي حققها تشيلسي ضد باريس سان جيرمان الفرنسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
بالمر الأفضل في كل شئ
نجح بالمر في حصد جميع الجوائز الفردية خلال الموسم الماضي مع تشيلسي، حصل على جائزة أفضل لاعب في تشيلسي بجانب تتويجه بجائزة أفضل لاعب شاب من رابطة اللاعبين المحترفين، كما حصل على جائزة لاعب الموسم بتصويت الجمهور، وجائزة أفضل لاعب إنجليزي ثم توج بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم للأندية 2025، ليؤكد لجماهير تشيلسي أنه النجم الأول في الفريق.
اليوم وحين يتم ذكر اسم تشيلسي لابد أن يذكر اسم بالمر أولًا وعندما تتحدث إنجلترا عن مستقبلها يأتي اسمه في الصف الأول، وعندما تشتعل وسائل التواصل فهو ترند دائم بعد كل مباراة.
انتهت الإشادة بالعظيم بالمر ولكن يظل السؤال المطروح هل سيُعيد جوارديولا النظر في طريقة تعامله مع المواهب؟، أم أننا سنجد بالمر جديد في السنوات القادمة.