كمبوديا تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مع تايلاند

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، امس السبت، إنه يُجري اتصالات هاتفية مع زعيمي كمبوديا وتايلاند للضغط من أجل وقف إطلاق النار، في ظلّ استمرار القتال على طول الحدود بين البلدين لليوم الثالث. فيما
دعت كمبوديا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» مع تايلاند، عقب اشتباكات عنيفة بين الدولتين المتجاورتين أودت بحياة 33 شخصاً على جانبي الحدود، بحسب أحدث حصيلة أمس السبت. وشهد النزاع الحدودي بين البلدين تصعيداً غير مسبوق منذ عام 2011، تخلله استخدام طائرات مقاتلة ودبابات وقصف مدفعي في مناطق متنازع عليها، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة الأزمة.
وأعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أمس السبت مقتل 13 شخصاً وإصابة 71 آخرين، في حين أعلن الجيش التايلاندي مقتل خمسة جنود الجمعة، ليصل إجمالي القتلى في تايلاند إلى 20 بينهم 14 مدنياً. 
وأبلغ الجانبان عن وقوع اشتباكات صباح أمس السبت حيث اتهمت بنوم بنه القوات التايلاندية بإطلاق «خمس قذائف مدفعية ثقيلة» على مواقع عدة في مقاطعة بورسات الحدودية.
وأسفرت الاشتباكات عن نزوح أكثر من 138 ألف شخص في تايلاند، وأجبرت أكثر من 35 ألفاً في كمبوديا على مغادرة منازلهم. وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن في نيويورك، أكد السفير الكمبودي تشيا كيو أن بلاده تطالب بوقف فوري لإطلاق النار دون شروط، داعياً إلى حل سلمي للخلاف.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التايلاندي ماريس سانغيامبونغسا أن على كمبوديا إثبات «مصداقية حقيقية لإنهاء النزاع»، مطالباً إياها بالكف عن «انتهاك السيادة التايلاندية» والمضي قدماً في «حوار ثنائي».
وفي إطار الجهود الدولية، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منشور على منصته «تروث سوشال»، إلى تواصله مع قادة كمبوديا وتايلاند خلال وجوده في اسكتلندا، سعياً لوقف إطلاق النار. وكتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «انتهت المكالمة مع زعيم كمبوديا، لكن من المتوقع أن أتصل به مجدداً بشأن وقف إطلاق النار بناءً على موقف تايلاند. أحاول تبسيط موقف معقد!».
أما على الصعيد الإقليمي، فقد أعلنت تايلاند استعدادها لإجراء مفاوضات محتملة بوساطة ماليزية، إذ قالت وزارة الخارجية التايلاندية إنهم مستعدون لحوار دبلوماسي ثنائي أو عبر الوساطة، لكنهم لم يتلقوا حتى الآن رداً من كمبوديا.
وفي تطور مقلق، حذر القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي فومتام ويتشاياشاي من أن تصعيد الاشتباكات قد يؤدي إلى «حرب شاملة». ويتبادل البلدان الاتهامات حول من بدأ إطلاق النار، مع تأكيد كل منهما على حقه في الدفاع عن النفس.
واتهمت بانكوك بنوم بنه باستهداف منشآت مدنية، وهو ما نفته السلطات الكمبودية، فيما تتهم كمبوديا القوات التايلاندية باستخدام ذخائر عنقودية.
وفي سياق الأزمة، قام رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق تاكسين شيناواترا، وهو شخصية نافذة في البلاد، بزيارة عدة ملاجئ للنازحين، مؤكدًا أن «على الجيش إكمال عملياته قبل بدء أي حوار».
تشكل هذه الاشتباكات تصعيدًا للنزاع الحدودي القديم بين تايلاند وكمبوديا، الذي يمتد لأكثر من 800 كيلومتر، وتم وفق اتفاقات تعود  لفترة الاحتلال الفرنسي للهند الصينية.  (وكالات)



‫0 تعليق

اترك تعليقاً