
الشارقة: أحمد صالح
مريم المنصوري مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مجموعة «مونتوك» للضيافة، شخصية بارزة في عالم الطهي بالإمارات، معروفة أيضاً بلقب «الشيف الذهبي» وحصدت جائزة «أفضل فنون الطهي في فرنسا». أسست مجموعة مونتوك، لتقديم تجارب ضيافة ومأكولات إماراتية مميزة.
وترى أن ذكريات الطبخ في الماضي تحتوي على رائحة جميلة؛ فهذا هو العبق من الماضي إلى الحاضر عبر هذه الأطباق المميزة.
تقول الشيف مريم المنصوري: لدينا العديد من الأفرع والمطاعم المختلفة، وكان لديّ شغف جميل من أيام الطفولة بالطهي، ومشروعنا قائم على فكرة تكامل «العائلة الجميلة»، وجزء من هذا المشروع ضمن «مونتوك» موجود في أبوظبي وهناك فرع ثانٍ في رأس الخيمة، والآن نحن بصدد افتتاح الفرع الثالث في دبي، لدينا مخبز «مونتوك» في أبوظبي بجانب «كشتة أمينة» في الجادة بالشارقة الذي يمثل إضافة قوية وبصمة في مشهد الضيافة والطهي المتنامي في الشارقة والإمارات ككل، ويقدم فيه أشكال مميزة من الضيافة والأكلات بعبق الماضي.
وتضيف مريم المنصوري: بالنسبة إلى «كشتة أمينة»؛ فهو مكان يمثل رسالة وفاء وتقدير من بنت إلى والدتها، وتعزز اسمها بالأطباق المميزة والمحببة، وهي أطباق لها ذكريات وقصص، خلف كل طبق ومقدار من المقادير قصة معينة نبتت في أرض بلادي الخصبة وكانت المشجعة لي لأقوم بهذه المشاريع من خلال رسالة قدمناها من جيل إلى جيل.
الطرق التقليدية
تضيف مريم المنصوري: «المطبخ الإماراتي والأصناف الإماراتية غنية بكل محتوى وتعبر عن قصص سواء من اللحوم والأسماك والخضراوات وبكل ما فيها؛ لأن «مونتوك» القابضة تحتفي بهذه الأطباق المميزة؛ حيث نحافظ على الطرق التقليدية التي تبرز مهاراتنا التي اكتسبناها من جداتنا، ونقدمها بطريقة مختلفة للجيل الجديد الذي يعتمد على ما يتعلمه من خلال «السوشيال ميديا»، وحافظنا على المقادير والصنع بالطريقة الكلاسيكية القديمة، وفي الوقت نفسه نعاصر ما تنتجه وتبرع فيه الدول الأخرى، ولدينا بعض الأطباق المستوحاة من المطبخ والتراث الآسيوي ولكن بطريقه إماراتية».
وتضيف: «نعرض تجارب قديمة، من خلال الأطباق المحببة والقريبة إلى قلبي؛ مثل البيض بالطماطم، وهي أطباق تعودنا عليها منذ أيام المدرسة، وأتذكر أمي وهي تحمّص الطماطم وتضع مقادير بإرشادات معينة، وأحنّ إلى الذكرات الجميلة التي تعكسها في هذه الأطباق؛ مثل «مجبوس اللحم»، الذي كنا نشم رائحته عند العودة من المدرسة ونشم روائح البهارات الجميلة التي تحضرها أمي في البيت، وتحمّص كل المقادير من بهارات وحبوب ثم تطحنها، بالفعل كانت رائحة جميلة؛ وهذا هو عبق الماضي الذي ينتقل إلى الحاضر عبر هذه الأطباق المميزة».
المقادير الإماراتية
تقول مريم المنصوري: «يتميز المطبخ الإماراتي بوجود المقادير التي نعرضها في مناسبات ومسابقات دولية خارج الإمارات، ورسالتنا أن نقدم الأطباق بالمقادير الإماراتية مطبوخة بطريقة قديمة جميلة تميزنا، وعن التحميص الإماراتي نقول «من زانت حمصتها زانت طبختها»؛ هذا ما كنت أسمعه من أمي، البهارات والتحميص أساليب تميز طرق التحضير في المطبخ الإماراتي، وهي طرق يمكن أن ننافس بها المطابخ العالمية، بالتزامن مع كرم الضيافة الإماراتي الموجود منذ القدم، وهذا ليس شيئاً جديداً؛ بل موجود ويجب أن نبرزه من خلال الأطباق والقهوة العربية التي نعدها ونقدمها بطرق مختلفة، وكل هذه الأمور تنقل الثقافة والموروث الإماراتي، عبرالأجيال ومن الإمارات إلى العالم».
الجوائز
تتطرق مريم المنصوري إلى الجوائز، فتقول: «أعتز بكوني أول شيف إماراتية تحصل على لقب «الشيف الذهبي» وجائزة «أفضل فنون الطهي في فرنسا» من فرنسا، وأول إماراتية محكّمة في «المطبخ الساخن» وحالياً نحن نعمل على العديد من الجوائز المختلفة، وسيتم إعلانها».
تواصل «أون لاين»
تقول مريم المنصوري: «أصبحت وسائل التواصل تربطنا وتوصلنا إلى فئاتنا المستهدفة، ومن خلالها يكون هناك دعم وإرشاد، ونحن نتعرف عليهم وعلى أذواقهم، وإذا كان هناك شخص خارج الإمارات يتواصل معنا عبر السوشيال ميديا، وجروب متكامل، نجتمع كلنا في منصة واحدة من خلاله، وننقل تجاربنا وخبراتنا وبعض الأطباق يمكن أن نأخذها بطريقة مختلفة وننتجها محلياً بشكل مختلف ومميز».
وتضيف: «ولدينا عبر قناة التواصل الخاصة بنا 150 شخصاً على مستوى العالم نتبادل الأفكار حتى الأخطاء الشائعة في مجال الطهي ونقدم حلولاً جذرية، ومن خلال هذه المنصات نتواصل مع العالم ونوثق مميزات الضيافة والمطبخ الإماراتي».
من الأفضل؟
تقول مريم المنصوري: «هناك سؤال دائماً ما يوجه لي.. هل الشيف الرجل أفضل أم المرأة؟.. وللإجابة أقول: تعلمت منذ الصغر أن الطبخ عبارة عن «نَفَس» وكلما أحببتَ طبخة ستكون مميزاً فيها، وعندي في حياتي اثنان من أمهر الطهاة؛ حيث نشأت في بيت فيه مطبخان لوالديّ؛ وهما شيفان: الشيف الرجل (والدي)، والشيف المرأة (أمي)، وكتجربة خاصة بي أمي لا يمكن أن تأكل من يد أي أحد بل تأكل من يد أبي فقط، وهذه شهادة بأنه شيف مميز، وبالتالي فالرجل يمكن أن يكون له بصمة مميزة أكثر في عالم الطبخ».