في تطور صادم، كشفت صحيفة Daily Mail، أن عملية إعادة جثامين البريطانيين الذين لقوا حتفهم في كارثة طائرة طيران الهند قد شابتها أخطاء كارثية، تسببت في آلام نفسية جديدة للعائلات المفجوعة.
صناديق تحوي جثامين لأشخاص مجهولين
اضطرت عائلة بريطانية إلى إلغاء مراسم دفن أحد أحبّتها بعد اكتشاف أن التابوت الذي استلموه لا يحتوي على جثمان قريبهم، بل جثة راكب مجهول الهوية.
وفي حالة مأساوية أخرى، تم وضع رفات مختلطة لأكثر من ضحية في نفس الصندوق، ما تطلب فصلهما لاحقاً قبل الدفن.
طبيبة شرعية تكتشف الفضيحة عبر تحاليل الحمض النووي
لم تُكشف هذه الأخطاء إلا بعد أن بدأت فيونا ويلكوكس، الطبيبة الشرعية في غرب لندن، بمطابقة الحمض النووي للجثامين مع عينات مقدمة من عائلات الضحايا، ما دفع إلى فتح تحقيق رفيع المستوى في كل من لندن والهند.
رئيس الوزراء البريطاني يتدخل
قالت مصادر للصحيفة إن كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني، سوف يتحدث في هذا الأمر خلال زيارته المرتقبة إلى الهند مع نظيره ناريندرا مودي.
وتتزايد المخاوف من وجود حالات أخرى مماثلة، وهو الأمر الذي يترك العائلات في دوامة من الشكوك والتوتر.
261 ضحية بينهم 52 بريطانياً كانوا على الطائرة
تحطمت الرحلة رقم 171 التابعة لطيران الهند بعد لحظات من إقلاعها من أحمد آباد باتجاه مطار غاتويك في لندن، ما أسفر عن مقتل 261 شخصاً، من بينهم 52 بريطانياً.
وقد أظهرت الصور حطام الطائرة والدخان الكثيف يتصاعد من حي سكني، بينما تم العثور على رفات الضحايا داخل حاويات بلاستيكية بعد تعرضهم لحروق شديدة نتيجة الحرارة التي تجاوزت 1500 درجة مئوية.
محامٍ بريطاني يقود حملة العدالة للعائلات
يقود المحامي المتخصص في الطيران، جيمس هيلي-برات، جهود العائلات البريطانية للحصول على تعويضات، وكشف ملابسات الفوضى في التعرف إلى الضحايا.
وقال:«جلست مع عائلات بريطانية حزينة خلال الأسابيع الماضية، وكل ما يريدونه هو استعادة أحبائهم..لكن بعضهم تسلم بقايا خاطئة، وهو أمر مفجع تماماً».
من بين الحالات المؤلمة، لم تتمكن إحدى العائلات، أطلق عليها اسم «العائلة X»، من إقامة جنازة، لأن الجثمان الذي تسلموه لم يكن لقريبهم.
تابع المحامي:«السؤال الآن: من هو الشخص الموجود في التابوت؟ ذلك يعني أن هناك عائلة أخرى تسلمت رفاتاً خاطئة أيضاً».
عمليات استرجاع الجثث: ارتباك وفوضى في موقع الحادث
بدأت عمليات انتشال الجثث فور وقوع الحادث، بقيادة فرق الإنقاذ المحلية في أحمد آباد، باستخدام كلاب بوليسية وأجهزة بحث متطورة، وبمساعدة متطوعين.
لكن رغم الجهود، كانت معظم الجثامين متفحمة أو مشوهة، ما جعل عملية التعرف صعبة للغاية.
ولم تُسلم كل الجثامين في توابيت تقليدية، بل تلقى العديد من الأهالي بقايا أحبائهم في حاويات بلاستيكية من مستشفى مدني محلي، مع ملصق ورقي يحتوي على رقم هوية فقط.
قال ألطف تاجو، أحد أقارب الضحايا:
«قالوا لنا فقط: هذه والدتكم أو والدكم، وعلّقوا بطاقة..لم نكن نعرف شيئاً..اضطررنا إلى تصديقهم..إنه أمر مرعب».
السلطات الهندية: تم تأكيد الهوية بالحمض النووي
أعلنت السلطات الهندية أنها أكملت مطابقة الحمض النووي لجميع الضحايا البالغ عددهم 260، بينما اشتكت بعض العائلات من تأخيرات وعدم شفافية في الإجراءات من جانب شركة «طيران الهند».
الحكومة البريطانية تحقق وتطالب بتفسيرات
أكدت مصادر حكومية أن خبراء بريطانيين في التعرف إلى الضحايا تم إرسالهم إلى الهند لدعم جهود تحديد الهوية وتقديم المعلومات الطبيبة الشرعية.
وقد فتحت ويلكوكس تحقيقاً رسمياً في 10 يوليو.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية:«نُدرك أن هذه الفترة شديدة القسوة على العائلات، وقلوبنا معهم في هذا الوقت العصيب».