
صعدت بريطانيا، أمس الثلاثاء، موقفها ضد إسرائيل وتتجه لاتخاذ قرار تاريخي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، فيما سارعت فرنسا إلى الترحيب بالخطوة البريطانية التي أشادت بها دول عدة، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا متفاجئاً من الموقف البريطاني، كما بدت إسرائيل مصدومة من الموقف.
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أمس الثلاثاء، مجلس وزرائه بأن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء «الوضع المروّع» في غزة، وتنفذ شروطاً أخرى.
وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان: «قال (ستارمر) إن المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروّع في غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تُفضي إلى حل الدولتين».
واتخذ رئيس الوزراء البريطاني هذا القرار بعد أن استدعى حكومته من العطلة الصيفية، لمناقشة خطة سلام جديدة يجري العمل عليها بالتعاون مع زعماء أوروبيين آخرين، وكيفية إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد ستارمر مجدداً «أنه لا مساواة بين إسرائيل وحماس، وأن مطالبنا من حماس لا تزال قائمة، وهي ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن والموافقة على وقف إطلاق النار وقبول عدم قيامها بأي دور في حكم غزة ونزع سلاحها».
وكانت الحكومات البريطانية المتعاقبة قد أعلنت أنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية عندما يحين الوقت المناسب، من دون تحديد جدول زمني أو الشروط المطلوبة لذلك.
ولاحقاً، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أمام مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، إن إسرائيل مطالبة بالتزام سلام طويل الأمد لإنجاح حل الدولتين، معتبراً أن رفض حكومة نتنياهو لحل الدولتين خاطئ أخلاقياً واستراتيجياً.
وأكد لامي أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين ما لم تضمن إسرائيل حلاً جذرياً في غزة، مشدداً على أن رفض بقاء القرارات الدولية بشأن الفلسطينيين حبر على ورق. وقال إن حماس لا تمثل كلّ الشعب الفلسطيني.
وأعلنت الحكومات البريطانية المتعاقبة أنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية عندما يحين الوقت المناسب، من دون تحديد جدول زمني أو الشروط المطلوبة لذلك.
وفي ظل التحذيرات من أن سكان غزة يواجهون خطر المجاعة، طالب عدد متزايد من النواب في حزب العمال بزعامة ستارمر، بالاعتراف بدولة فلسطينية بهدف زيادة الضغط على إسرائيل.
ورحّب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، بإعلان بريطانيا أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وقال: «معاً نوقف حلقة العنف التي لا تنتهي ونعيد فتح آفاق السلام» في المنطقة.
وجاء في منشور الوزير الفرنسي: «تنضم المملكة المتحدة اليوم إلى الزخم الذي أوجدته فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين».
وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لا توافق على تحركات بريطانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأوضح ترامب في تصريحات صحفية، أنه لم يناقش مع ستارمر هذا التوجه، مشيراً إلى أن «الاعتراف بدولة فلسطين لا يخدم السلام في هذه المرحلة الحرجة»، بينما ردت إسرائيل بغضب على تصريحات ستارمر، زاعمة أن موقف لندن في هذا التوقيت «يُكافئ حركة حماس ويُضعف جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار». (وكالات)