نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها مازن صلاح الدين من السودان، وكرمبا دافي من غامبيا، وهو من طلاب الجامعة القاسمية، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدمها مصطفى الحفناوي.
افتتح القراءات الشاعر الدكتور مازن صلاح الدين، الذي تطرقت أغلب قصائده للعواطف، وللعلاقة التي تربط الشاعر بالقصيدة، يقول:
أخفاهُ في ورقِ الحياةِ فأجهدهْ
لا شيء في العهدِ القديمِ ليُنجدهْ
قدماهُ والبحرُ العصِيُّ خريطةٌ
تنهيدةٌ للوحي حينَ تنهَّدهْ
ورِثته زنبقةٌ فباحَ بعطره
ورَثته بلقيسُ فأطلقَ هدهدهْ
أهدته بسمتُهُ الجليلةُ سوسناً
طفلاً تحامى بالقصيدِ فهدهدهْ
أما في قصيدته «قد أوردوك الماء»، فيتحدث عن حياة الشعراء وما يختلج في أرواحهم، وعن وجعهم، فيقول:
الشَاعِرونَ دموعهم أحلامهم
أرواحُهُم تنْدَسُّ فِي الكلِماتِ
متأرجِحُونَ على البيانِ يضُمُّهم
كفنُ السُكُونِ وشُعلةُ الحيواتِ
ما واعدُوكَ الرمزَ إلَّا وامتطوا
خيلَ الجُمُوحِ لحُرمةِ المِيقاتِ
قدْ أوردُوكَ المَاءَ بُغْيَ توضُّؤٍ
وتيمَّموا مِنْ تُربةِ المَأسَاةِ
واختتم الأمسية الشاعر كرمبا دافي، فقرأ قصيدة في المديح النبوي عنوانها: «النعمة الكبرى محمد»، تناول فيها مآثر الرسول الكريم وفضله، ومما جاء فيها:
النعمة الكبرى بأنك رحمَةٌ
قد أسديتْ للعالمين تَكَـرُّما
فأتيت تسقي الكونَ غَيْثًا من هدى
من قبلِ فـجْرِكَ عـمّه جدْبُ العَمى
حتـى غـدا بين البقاع جداولٌ
تـنسابُ أمــواهُ الـهدايةِ (زَمـزَما)
كما ألقى نصا آخر عبر فيه عن حبه وتعلقه بأرض الإمارات التي يدرس فيها، فجاءت صوره الشعرية مفعمة بعاطفة رقيقة يمتزج فيها المديح بالمحبة، فقال:
فِـي بَـحْرِ حُــبّكِ لاَ أَخْشَى من الغَرقِ
ولـــيسَ حُــبّكِ إلا سُــلــوةَ الــقَــلِــقِ
كـحـائِــرٍ فِـي فـضاء الــهــمّ ما اتجهت
عـيْــنــاهُ إلاّ إلــى لُقْــياكِ فِــي الطرقِ
ومُــنْذ صــادفْـتُ فِـيـكِ الحلْمَ عانقني
بِـشْـــرٌ مــعَــانَـــقـــةَ الأحْــبابِ لِلـوَمَقِ
وفي الختام كرّم محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.