روسيا وأوكرانيا تعقدان اتفاقاً جديداً لتبادل الأسرى في إسطنبول

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


أنهى الوفدان الروسي والأوكراني الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة في إسطنبول، حيث توصلا إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى يشمل مدنيين للمرة الأولى، وجرت المحادثات بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي دعا إلى وقف سريع لإطلاق النار، معرباً عن شكره للرؤساء بوتين وزيلينسكي وترامب لدعمهم العملية التفاوضية. واستمرت الجلسة نحو 40 دقيقة وأُجريت باللغة الروسية، وشهدت المحادثات لقاءً ثلاثياً ضم رئيسي الوفدين وفيدان. من جانبه، قال الكرملين إن المفاوضات «صعبة جداً» بسبب تباين المواقف، في حين أعرب مصدر أوكراني عن أمل في أن تُبدي موسكو مقاربة أكثر بنّاءة في الجولات المقبلة.

وكانت المباحثات قد انطلقت أمس الأربعاء في قصر «سيراجان» بمدينة إسطنبول، في أول لقاء مباشر بين الجانبين الروسي والأوكراني منذ أكثر من سبعة أسابيع. واستبعد الكرملين تحقيق اختراق دبلوماسي سريع، في حين ربطت كييف نجاح المفاوضات بتخلي موسكو عن «لغة الإنذارات»، وذلك في ظل استمرار المعارك. فيما تطالب ألمانيا واشنطن بضمان بدائل سريعة لأنظمة باتريوت لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي بعد وصول الوفد الروسي إلى إسطنبول للمشاركة في المحادثات، «أن أحدا لا يتوقع مسارا سهلا، بل ستكون محادثات صعبة جدا»، لافتا إلى أن المقترحات المتبادلة لإنهاء النزاع لا تزال «متعارضة تماما».

وعلى الجانب الآخر، عبّر مصدر في الوفد الأوكراني عن أمله بأن تُظهر موسكو موقفاً بنّاءً، مشيراً إلى أن نجاح المحادثات «يعتمد على تخلي روسيا عن لغة الإنذارات».

وعقدت الجلسة الرئيسية للمفاوضات مساء أمس الأربعاء، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وبرعاية مشتركة من جهاز الاستخبارات التركي بقيادة إبراهيم كالين.

تأتي هذه الجولة بعد ضغوط مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وجّه إنذاراً لموسكو منتصف يوليو يمنحها 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق، ملوّحاً بعقوبات واسعة النطاق في حال استمرار الحرب. ويرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع السابق وأمين مجلس الأمن القومي الحالي رستم عمروف، فيما يقود الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، وزير الثقافة الأسبق، والذي يعتبر شخصية غير بارزة دبلوماسياً، وهو مستوى تمثيل لطالما أثار استياء كييف.

ووفق تصريحات بيسكوف، تناولت المحادثات الحالية المذكرات التي تبادلها الطرفان في يونيو الماضي، والتي تحتوي على تصورات متعارضة كلياً حول شروط إنهاء الحرب، إضافة إلى بحث ملف «تبادل الأسرى»، الذي يعتبر من النقاط القليلة التي تم تحقيق بعض التقدم فيها خلال الجولات السابقة.

وتصر موسكو على مطالبها التي تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت ضمّها في 2022، إضافة إلى شبه جزيرة القرم، ورفض انضمام أوكرانيا للناتو، ترفض كييف هذه الشروط بالمطلق، مطالبة بانسحاب روسي كامل وضمانات أمنية تشمل استمرار الدعم العسكري الغربي ونشر قوات أوروبية على أراضيها. كما تطالب بهدنة مؤقتة مدتها 30 يوماً، وهو ما ترفضه موسكو.

وفي سياق الدعم العسكري لكييف، أكّد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده تطالب الولايات المتحدة بضمان «التزام ثابت» بتوفير بدائل سريعة لأنظمة «باتريوت» التي تم التعهد بتسليمها إلى أوكرانيا. وقال في مقابلة نشرتها «دير شبيغل» إن ألمانيا تطالب بتسليم هذه البدائل خلال فترة لا تتجاوز 6 إلى 8 أشهر، لتفادي أي ثغرات في منظومة الدفاع الأوروبي. (وكالات)



‫0 تعليق

اترك تعليقاً