روسيا محصّنة ضد العقوبات الغربية

روسيا محصّنة ضد العقوبات الغربية


قال الكرملين، أمس الأربعاء، إن روسيا تواصل متابعة جميع التصريحات التي يدلي بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً في الوقت نفسه أن موسكو أصبحت «مُحصّنة» من تأثير العقوبات الغربية، بعد تعرضها لها لفترات طويلة. جاء ذلك بينما استدعت إيطاليا السفير الروسي لدى روما، احتجاجاً على إدراج موسكو الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ضمن قائمة «أعداء روسيا»، وهو ما اعتبرته الحكومة الإيطالية استفزازاً غير مقبول.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن روسيا «تعيش منذ فترة طويلة تحت وطأة عدد هائل من العقوبات، ويخضع اقتصادها لقيود شديدة»، مضيفاً أن «موسكو اكتسبت بالفعل حصانة خاصة بهذا الصدد، وتواصل متابعة جميع التصريحات الصادرة عن ترامب وممثلين دوليين آخرين».

بدورها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التهديدات الغربية بفرض عقوبات جديدة بأنها «أمر روتيني»، معتبرة أن هذه السياسات فاشلة وأضرت بالاقتصادات الغربية.

وقالت في مؤتمر صحفي بموسكو: «الغرب لا يستطيع التخلي عن سياسة العقوبات، وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة. يبدو أنهم استنفدوا كل الخيارات ونحن نتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهتها أو حتى تحويلها إلى مصلحتنا».

وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء السفير الروسي في روما على خلفية إدراج الرئيس ماتاريلا ضمن قائمة روسية تستهدف مسؤولين غربيين تتهمهم ب«التحريض على الكراهية ضد روسيا».

وقالت الخارجية الإيطالية في بيان إن هذا القرار «استفزاز يمسّ الجمهورية الإيطالية وشعبها»، معتبرة أن إدراج رئيس الدولة في مثل هذه القائمة «أمر غير مقبول ويزيد من تدهور العلاقات الثنائية».

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدرجت ماتاريلا ضمن لائحة شملت أيضاً المستشار الألماني فريدريش ميرتس ومسؤولين أوروبيين آخرين، وذلك عقب تصريحات شبّه فيها الرئيس الإيطالي الحرب الروسية على أوكرانيا بعدوان ألمانيا النازية. وتُعد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من أبرز المؤيدين لكييف داخل الاتحاد الأوروبي، حيث استضافت بلادها مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار أوكرانيا، واستقبلت آلاف اللاجئين الأوكرانيين منذ اندلاع الحرب، مع تأكيد دعمها لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وفي سياق متصل، شارك وفدان من البرلمانين الروسي والأوكراني الثلاثاء في أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، لكن دون عقد أي لقاء مباشر بين الطرفين. وبادرت سويسرا، الدولة المضيفة، إلى رفع العقوبات مؤقتاً لتسهيل حضور رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، وهو ما أثار استياء أوكرانيا. وقالت نائبة رئيس البرلمان الأوكراني أولينا كوندراتيوك، في منشور على فيسبوك، إنها «صُدمت» من مشاركة الوفد الروسي، معتبرة أن «ممثلي الدول الخاضعة للعقوبات لا يجب أن يُسمح لهم بالمشاركة بحرية في المنتديات الدولية»، مضيفة أن «أي صورة أو مصافحة مع الوفد الروسي تعني الوقوف في صف المعتدي». من جانبه، حثّ رئيس مجلس العموم البريطاني ليندسي هويل المجتمع الدولي على تذكير روسيا بأن «احتلال بلد ذي سيادة يخالف القانون الدولي».

ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني، أمس الأربعاء، أن ثلاثة من جنوده قُتلوا وأصيب 18 آخرون بجروح في قصف صاروخي روسي استهدف معسكر تدريب تابعاً للقوات البرية، دون أن يحدد موقع المعسكر المستهدف. وذكر الجيش في بيان أن «العدو شنّ ضربة صاروخية على أراضي إحدى وحدات التدريب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين وإصابة 18 بجروح»، مضيفاً أن روسيا أطلقت، الثلاثاء، «ستة صواريخ» ونفّذت «1229 ضربة بطائرات مسيّرة مفخخة». (وكالات)



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *