أكدت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، على أن دعم الفتيات خلال مرحلة البلوغ ليس رفاهية، بل حق أساسي من حقوق الفتاة، لافتة إلى أن المجلس قد بذل جهود عديدة في هذا الشأن من خلال، إطلاق حملات توعية متخصصة للفتيات، والأهالي، والمعلمين، بالإضافة إلى إعداد كتيبات مبسطة عن البلوغ والنظافة الشخصية والصحة النفسية، وتوفير خط نجدة الطفل ١٦٠٠٠ لتلقي الاستفسارات والبلاغات بسرية تامة، فضلا عن تنظيم ورش عمل مدرسية ومجتمعية لتعزيز الثقة بالنفس ومهارات التواصل للفتيات، وإدماج مفاهيم الصحة الإنجابية في البرامج التوعوية بشكل مبسط وآمن.
ويأتي ذلك بالتعاون مع شركاء التنمية “منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان، اللذين كان لهما دور محوري في دعم بناء قدرات مقدمي الخدمات النفسية والصحية، تمويل وتنفيذ حملات تعليمية وتوعوية للفتيات في مختلف المحافظات، وتطوير أدوات رقمية تفاعلية تتيح للفتيات الحصول على المعلومات بثقة وأمان.
جاء ذلك خلال مشاركتها في حفل إطلاق مبادرة “هي” من أجل الحماية والتنمية، والتي أطلقتها اليوم وزارة الشباب والرياضة بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ومشاركة الفنانة مروة عبد المنعم – كسفيرة للمبادرة لدعم القضايا المجتمعية للفتيات من مختلف المحافظات، وذلك بمركز الابتكار الشبابي والتعلم بالجزيرة، حيث شاركت رئيسة المجلس في جلسة حوارية تحت شعار “وعيها أمانها .. وحمايتها مسئوليتنا” وتهدف المبادرة إلى مساندة الفتيات والسيدات داخل أندية الفتاة والمرأة بمراكز الشباب في المحافظات، من خلال رفع الوعي بعدد من القضايا الحيوية، وفتح آفاق تثقيفية تسهم في بناء حياة أفضل وأكثر استقراراً.
أثنت رئيسة المجلس، على التعاون الهام والمثمر بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة الشباب والرياضة، معربة عن بالغ سعادتها بالتطرق للحديث عن واحدة من أهم المراحل العمرية التي تمر بها الفتيات، وهي مرحلة البلوغ، التي تشكل منعطفا حاسما في تكوين الشخصية وبناء الوعي، وتضع أسس النضج الجسدي والنفسي والاجتماعي، مشيرة إلى ان الفتاة في هذا العمر – الذي يبدأ عادة ما بين سن 10 إلى 14 عاما – تمر بجملة من التغيرات الجسدية مثل “بدء الدورة الشهرية، نمو الثديين، تغيرات في شكل الجسم وظهور الشعر في مناطق جديدة، تغيرات في الصوت ورائحة العرق”، كما تصاحب هذه التغيرات الجسدية تغيرات نفسية وعاطفية تشمل، “تقلبات المزاج نتيجة التغيرات الهرمونية، فضلا عن مشاعر القلق أو التوتر أو الحرج، وتراجع الثقة بالنفس أحيانا، أو الخجل من الشكل الخارجي، ورغبة متزايدة في الاستقلال أو الانعزال عن الأسرة، كما تظهر تغيرات اجتماعية تتعلق بعلاقات الفتاة بزميلاتها وأسرتها، مثل صراعات الهوية والانتماء، ضغوط الأقران والرغبة في إثبات الذات، التعرض للمضايقات أو التحرش أو التنمر بسبب مظهرها الجديد.
أكدت “السنباطي” على ضرورة إتاحة معلومات صحيحة وعدم تجاهل التحديات التي تتضاعف عندما تغيب المعلومات الصحية، أو تسود المعتقدات الخاطئة، أو تهيمن ثقافة العيب والسكوت، مما يجعل الفتاة في حالة من الارتباك والخوف وربما الإهمال لصحتها أو كراهيتها لجسدها، موضحة أنه لكي نضمن لفتياتنا تجربة بلوغ آمنة وسليمة، علينا أن نكسر حاجز الصمت، وأن نزرع فيهن الفهم والثقة لا الخوف، وأن نحيطهن بحنان الأم، وعقل المربية، واحتواء المجتمع.
وجهت “السنباطي” رسالة لكل فتاة قائلة “أنت قوية، وما تمرين به طبيعي وجميل، وجسدك هو ملكك، وحقك أن تفهميه وتحترميه. نحن هنا من أجلك، نستمع إليك، نرشدك، وندعمك”. واختتمت رئيسة المجلس كلمتها بتجديد الدعوة لكل أسرة، وكل معلم، وكل جهة معنية بالطفل، أن تجعل من هذه المرحلة جسرا لبناء فتاة واثقة، سليمة، واعية، قادرة على أن تحقق ذاتها، وتساهم في بناء وطنها.