رؤية نحو التحرر – لا تعاقبوا الوطن

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


  إندلاع الحريق الكبير فى سنترال رمسيس مؤخرا والذى يعتبر من أحد أهم الأماكن الحيوية والاستراتيجية الهامة التى تمثل الأمن القومى لمصر والذى  أدى إلى انقطاع خدمات الإنترنت والتليفون الأرضى فى مناطق متعددة 

 والذى  أثار  حالة من القلق  يعتبر أمرًا مقبولًا ومشروعًا ولكن الحملة التى أعقبته أكدت على رغبة المصريين الدائمة فى جلد الوطن، وبشكل مبالغ فيه وهذا ما شاهدناه على مواقع التواصل الإجتماعى يستدعى التوقف والتفكير؛ فهل مصر وحدها تواجه مثل هذه الأزمات؟ الإجابة بكل وضوح لا، خاصة أن الخدمات عادت بشكل سريع وعلى أعلى مستوى وهذا يعكس تقدمنا فى هذا المجال.

 ولو عدنا إلى الذاكرة سنجد أن هناك  عددًا من الحوادث المماثلة فى العالم مثل ما حدث منذ فترة قريبة على سبيل المثال فى دولة أسبانيا التى شهدت انقطاعًا مفاجئا فى الإنترنت شمل عددًا كبيرًا من المدن تسببت فيه مشاكل فنية معقدة فى شبكات الإتصالات، وكذلك أذكر أن  دولًا أخرى كبرى تعرضت لحوادث مشابهة، بل إن العالم كله قبل أشهر قليلة واجه خللا إلكترونيا عالميا فى أنظمة التحكم والبنى الرقمية تأثرت به مؤسسات كبرى وبنوك ومطارات بينما كانت مصر واحدة من الدول القليلة التى لم تتأثر بالحادث نتيجة لاختلاف البنية السيبرانية واعتمادها على أساليب أخرى وكان هذا نوع من التميز.

كما شاهدنا أيضا ما حدث فى الولايات المتحدة وتحديدا مدينة ميامى  حيث كشفت العواصف الأخيرة عن ضعف البنية التحتية رغم الإمكانيات الهائلة حيث انقطعت الكهرباء والإنترنت وتعطلت شبكات الصرف  وتوقف الخدمات.

كل هذا يؤكد أن الأزمات التكنولوجية والحرائق وحوادث الإنقطاع ليست مؤشرا على فشل دولة بل هى ظواهر تحدث فى جميع أنحاء العالم ولكن المهم هو كيف نواجهها؟ وماذا نفعل بعد الأزمة؟

 فنحن بالفعل بحاجة إلى وعى متزن لا ينكر المشكلات لكنه لا يضخمها أو يستخدمها كذريعة لهدم الثقة فى الدولة، فالنقد البناء مطلوب والمحاسبة الشفافة ضرورية وإتخاذ كل إجراءات الحماية الأمنية واجبة  لكن جلد الذات لا يصنع تقدما بل يعمق الإحباط ويخدم أعداء الوطن أكثر من أى شيء آخر.

ومن جهة أخرى

ومن وجهة نظرى فإن تكرار حوادث الحرائق بعد هذه المأساه بهذا الشكل  لا يمكن فصله عن حالة الإستهداف المتصاعد التى تتعرض لها مصر منذ سنوات.فكلما خطت الدولة خطوة نحو الإستقرار أو التنمية أو التمسك بالمبادىء الثابته للدوله خرجت علينا أزمات تفجر مفاجأة لتشغل الداخل وتربك المشهد.

ولهذا فإن الحديث عن مؤامرة لم يعد نغمة تقليدية بل واقع يجب أن يؤخذ بجدية خاصة فى ظل الحرب المعلوماتية التى تدور الآن عالميا والتى أصبحت الجبهة الإلكترونية فيها أكثر فتكًا من الجيوش التقليدية  واتخاذ الإحتياطات على مدار الوقت أصبح أمرا حتميا يجب التخطيط له على أعلى مستوى.

حفظ الله مصرنا الحبيبة.

 



‫0 تعليق

اترك تعليقاً