كشفت الدكتورة ميرفت السيد، استشاري طب الطوارئ والإصابات ومدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة، أن العدوى لا تنبع دائما من المستشفيات أو العيادات أو الشوارع المزدحمة، بل إن معظم حالات العدوى تبدأ من داخل المنزل، نتيجة لتصرفات بسيطة أو عادات متكررة أو إهمال غير مقصود.
وأكدت في تصريح خاص لـ “أخبار مصر” اليوم الجمعة، على ضرورة الانتباه إلى 10 مصادر خفية رئيسية للعدوى داخل منازلنا، والتي يمكن أن تحمي الأسرة وتقلل من الحاجة للعلاج والمستشفيات.
وأوضحت الدكتورة ميرفت أن هذه المصادر الخفية، التي أطلقت عليها “روشتة ذهبية”، تشمل الآتي:
أدوات المطبخ: لوح التقطيع والإسفنجة: يعتبر المطبخ “قلب البيت”، ولكنه أيضا بؤرة خطيرة لنقل العدوى إذا أُهمل التنظيف والتخصيص. استخدام لوح تقطيع اللحوم والدواجن نفسه لتقطيع الخضراوات دون تنظيف مسبق ينقل ميكروبات مثل السالمونيلا والإيكولاي. كما تحتفظ الإسفنجة ببقايا الطعام والرطوبة، مما يحولها إلى بيئة خصبة للبكتيريا التي تعيش لأسابيع. نصيحتها الذهبية: تخصيص لوحين تقطيع: أحدهما للحوم والآخر للخضراوات، وتغيير إسفنجة المطبخ أسبوعيا أو تعقيمها يوميا في المايكروويف لمدة 10 ثوانٍ بعد عصرها.
أجهزة التكييف والمراوح: تهوية قاتلة: الفلاتر غير النظيفة لأجهزة التكييف تتحول إلى مزارع للفطريات والبكتيريا، تنتشر في الجو وتصل إلى الرئتين. وقد أدت هذه المشكلة إلى إصابة العديد من الأطفال والمسنين بضيق في التنفس أو التهاب رئوي بسبب تكييف غير نظيف. وتحدث مشكلة مماثلة مع مراوح السقف المتراكم عليها الغبار. نصيحتها الذهبية: تنظيف الفلاتر مرة شهريا، والسماح لأشعة الشمس والهواء بالدخول إلى المنزل يوميا.
الملابس والمفروشات المشتركة: عندما يرتدي الأب نفس المنشفة التي استخدمها ابنه، أو تستخدم الأسرة كلها بطانية واحدة، فإن العدوى الجلدية (مثل القوباء أو الجرب) تنتقل بسهولة. وتمتص المناشف والملاءات العرق والميكروبات، وتحتفظ بها إذا لم تُغسل جيدا. نصيحتها الذهبية: يجب أن يكون لكل فرد منشفته الخاصة. وغسل الملاءات والبطاطين بمياه تتجاوز 60 درجة مئوية أسبوعيا، خاصة في وجود مريض أو طفل صغير في المنزل.
زيارات المرضى دون وعي صحي: على الرغم من النوايا الحسنة، فإن زيارة مريض ذي مناعة ضعيفة (مثل مرضى السرطان أو بعد العمليات الجراحية) دون ارتداء كمامة أو في وجود أطفال مصابين بالبرد قد يؤدي إلى كارثة. كما أن الزيارات في المستشفيات دون تطهير الأيدي تنقل العدوى من قسم لآخر. نصيحتها الذهبية: في حال الإصابة بالبرد، الاكتفاء بالمكالمة الهاتفية. وممنوع اصطحاب الأطفال إلى المستشفى مهما كانت النية طيبة.
الزيوت والبخور والعطور داخل المنزل: بعض الزيوت العطرية المستخدمة في التدليك أو الاستنشاق تسبب الحساسية أو ضيق التنفس، خصوصا للأطفال والحوامل. كما أن استخدام البخور أو المعطرات القوية في مكان مغلق يزيد من احتمال الإصابة بالتهابات صدرية مزمنة. نصيحتها الذهبية: استخدام التهوية الطبيعية، وتجنب أي روائح قوية في وجود الأطفال أو كبار السن.
لعب الأطفال وأدواتهم: عندما يضع الطفل اللعبة في فمه، ثم يرميها على الأرض، ثم يلتقطها أخوه، فإن ذلك يؤدي إلى انتقال سريع جدا للبكتيريا والفيروسات. الألعاب القماشية على وجه الخصوص تحتفظ بالغبار والميكروبات. نصيحتها الذهبية: مسح الألعاب البلاستيكية يوميا، وغسل الألعاب القماشية في الغسالة كل أسبوع.
الهواتف المحمولة وأجهزة التحكم عن بعد (الريموت كنترول): يجمع الهاتف المحمول ميكروبات أكثر من مقعد المرحاض أحيانا؛ فهو يُمسك به في كل مكان، ثم يُلمس به الوجه. كما تنتقل أجهزة التحكم عن بعد بين أفراد الأسرة دون تنظيف. نصيحتها الذهبية: مسح الهاتف المحمول وجهاز التحكم عن بعد بالكحول مرة يوميا، خصوصا إذا خرجت بهما من المنزل.
الحمام.. وطرق التنظيف الخاطئة: استخدام نفس منشفة الأرضية للحوض، أو وجود فرشاة مرحاض قديمة، ينشر الجراثيم بدلا من إزالتها. كما أن الرطوبة وقلة التهوية تخلق بيئة مناسبة لنمو الفطريات والعفن. نصيحتها الذهبية: تخصيص أدوات تنظيف لكل جزء في الحمام، وترك شباك الحمام مفتوحا بعد الاستخدام.
الحيوانات الأليفة غير المطعمة: إذا لم تحصل القطط أو الكلاب على تطعيماتها، فإنها تحمل ديدان وطفيلات ممكن أن تنتقل عن طريق اللمس أو النفس. وتزداد الخطورة إذا كان هناك طفل أو حامل في المنزل. نصيحتها الذهبية: عمل جدول تطعيمات بيطرية للحيوانات الأليفة، ومنع دخولها المطبخ أو أماكن النوم.
بقايا الطعام والتسخين المتكرر: بقايا الطعام إذا بقيت في الثلاجة لأكثر من ثلاثة أيام، حتى لو بدت سليمة، يمكن أن تسبب تسمما غذائيا. وتسخين الوجبة نفسها أكثر من مرة يكسر جودتها ويشجع نمو بعض أنواع البكتيريا المقاومة. نصيحتها الذهبية: كتابة تاريخ الأكل على العلبة، والتخلص من أي بواقي بعد 3 أيام، وتجنب تسخين نفس الوجبة مرتين.
وفي ختام تصريحها، شددت الدكتورة ميرفت السيد على أن ” البيت الصحي يعني أسرة قوية”. وأضافت أن ” العدوى لا تفرق بين غني وفقير، لكنها تفرق بين الوعي والإهمال”.