خيال المجاعة.. يزيد من معاناة غزة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


غضب شديد وانتقادات دولية واسعة لإسرائيل على خلفية العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي وصفتها عدة دول ومنظمات بأنها تشكل إبادة جماعية بحق السكان المدنيين.. وبينما تدمر القنابل الإسرائيلية قطاع غزة وتقتل دون توقف.. يظل من تمنحه الحياة فرصة للعيش فريسة في قبضة المجاعة.

الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز مرحلة الكارثة، تدهور مستمر وخطير يمس حياة المواطنين خاصة الأطفال، حيث يعاني جميع سكان القطاع من الجوع ويجبر جيش الاحتلال المواطنون على الذهاب لمناطق تحت سيطرته، ويطلق النار عليهم في الرأس والصدر أثناء تسلمهم صناديق غذائية محدودة.

استشهاد المئات من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية أدى لارتفاع الغضب الدولي تجاه ما يحدث في قطاع غزة، خاصة بعد سلسلة من الحوادث التي وصفتها 26 دولة بأنها “فظيعة وغير مقبولة”.

وأصدر هذا التحالف الدولي، الذي يضم دولا من أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ، بيانا مشتركا أدان فيه قتل أكثر من 800 مدني، معظمهم بالرصاص أثناء تجمعهم في نقاط توزيع المساعدات التي أقامها الجيش الإسرائيلي داخل غزة، والذي أكد أن “معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة”، داعيا إسرائيل إلى وقف الحرب فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا قيود.

وشملت قائمة الدول الموقعة: أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، قبرص، الدنمارك، إستونيا، سلوفينيا، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، اليونان، آيسلندا، إيرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورج، مالطا، نيوزيلندا، النرويج، هولندا، بولندا، البرتغال، المملكة المتحدة، السويد، سويسرا، إلى جانب مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات، حدجة لحبيب.

* أزمة إنسانية: قنص الجوعى ومنع المساعدات

أكدت الدول الموقعة على البيان أن نموذج توزيع المساعدات الحالي “خطير ومهين”، ويتسبب في زعزعة الاستقرار، حيث وصفت قتل المدنيين الباحثين عن الطعام والماء بـ”العمل اللاإنساني”.
ووفق برنامج الغذاء العالمي، فقد لقي 67 شخصا مصرعهم في أحد الحوادث مؤخرا أثناء اقترابهم من قافلة أممية عبرت من نقاط تفتيش إسرائيلية.

وأشارت التقارير إلى وقوع قتلى آخرين في رفح وخان يونس لأسباب مشابهة، ما يؤكد أن هذه الحوادث باتت شبه يومية منذ مايو الماضي.

في المقابل، رفضت الحكومة الإسرائيلية البيان واعتبرته “منفصلا عن الواقع” ويرسل “رسائل خاطئة” لحركة حماس، وأشارت إلى أن إطلاق النار تم كرد فعل على “تهديد مباشر”، في حين نفت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة.

كما تمنع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع، ما يعقد عملية التحقق المستقل من الانتهاكات الميدانية.

وفي تطور لافت، انضمت دول من أمريكا اللاتينية إلى موجة التنديد، متخذة خطوات دبلوماسية واقتصادية غير مسبوقة، وداعية لمحاسبة المسؤولين دوليا.

* صدمة أممية

بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن صدمته جراء المعاناة الإنسانية في غزة، معتبرا أن آخر شرايين الحياة التي تبقي السكان على قيد الحياة على شفا الانهيار.

فيما وصف مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، برنامج توزيع المساعدات الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية، بأنه فخ موت سادي على حد وصفه.

وأضاف لازاريني أن القناصة يطلقون النار عشوائيا على الحشود كما لو كان تم منحهم رخصة للقتل، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية تقوم بمطاردة جماعية للفلسطنيين، في ظل إفلات تام من العقاب.

* نقص حاد في المساعدات

حذرت منظمات دولية وإغاثية من شبح مجاعة في قطاع غزة بسبب الحصار الكامل الذي تفرضة إسرائيل منذ أوائل مارس الماضي.

واعتبرت تلك الجهات أن الآلية الأمريكية – الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى القطاع، غير مناسبة.

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الثلاثاء، وفاة طفلين نتيجة سوء التغذية والمجاعة وتتعامل المستشفيات في قطاع غزة مع مئات من مختلف الأعمار ممن أصابهم الجوع الحاد وسوء التغذية، إذ أنهم في حالات إجهاد حادة.

وأفاد مصدر طبي فلسطيني بوفاة 23 فلسطينيا بسبب سوء التغذية في قطاع غزة خلال يومين.

وقالت المصادر، إن هناك 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أنه يتم التعامل مع مرضى لديهم حالات من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتجة عن الجوع الحاد، والمستشفيات ليس لديها أسرة طبية وأدوية تكفي العدد الهائل من المصابين بسوء التغذية الحاد.

* الأونروا: تضاعف سوء التغذية بين الأطفال

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، من أن سوء التغذية بين الأطفال دون الخامسة تضاعف خلال الفترة بين مارس ويونيو الماضيين، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وطالبت “الأونروا” إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات لقطاع غزة، قائلة إن لديها ما يكفي من مواد غذائية لجميع السكان لمدة تزيد على ثلاثة أشهر ولم يسمح لها بالدخول.

بينما أكد برنامج الغذاء العالمي إن 25 شاحنة مساعدات دخلت من معبر زيكيم مع إسرائيل، ومع اقتراب القافلة، تعرض الحشد المحيط بها لإطلاق نار من الدبابات والقناصة الإسرائيليين، ووصف البرنامج العنف ضد الباحثين عن المساعدة بأنه “غير مقبول تماما”.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت أعيرة تحذيرية باتجاه آلاف الأشخاص في شمال غزة للتخلص مما قال إنه “تهديد فوري”.

* الكارثة بالأرقام

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث بلغ الجوع وسوء التغذية مستويات غير مسبوقة حيث
نم تسجيل 19 وفاة نتيجة الجوع الحاد خلال الـ24 ساعة الأخيرة بينما ارتفع عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء إلى 620 فلسطينيا.

وارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية إلى 69 فيما يواجه 650 ألف طفل في غزة مخاطر عدة بسبب الجوع.

كما أن هناك 112 طفلا يدخلون المستشفيات يوميا للعلاج من سوء التغذية والهزال وتواجه نحو 60 ألف حامل خطرا حقيقيا بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً