تماثيل يعود تاريخها لأكثر من ألف عام في المكسيك

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


اكتشف باحثون عشرات من المنحوتات الطينية القديمة غير المحروقة داخل كهف مقدس في أواكساكا بالمكسيك، مما يكشف عن رؤى نادرة فى الطقوس والممارسات الفنية فى أمريكا الوسطى، ونشرت نتائج الدارسة التي قادتها ليزلي ف. زوبييتا كالفيرت من جامعة برشلونة، في مجلة العلوم الأثرية، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

اكتشفت هذه التماثيل الطينية، التي كان بعضها بالحجم الطبيعي، في كهف الملك كونج-أوي في مرتفعات ميكس، وخلافا لمعظم القطع الأثرية من أمريكا الوسطى، لم تحرق هذه المنحوتات في فرن قط، ويعزى بقاءها إلى مناخ الكهف المستقر، الذي حافظ على هشاشتها الطينية لأكثر من ألف عام.

وسجل الباحثون 72 شكلا، معظمها نقوش بشرية تبرز من أرضية الكهف، إلى جانب أشكال حيوانية بما في ذلك الجاكوار والزواحف.

وتتراوح أحجام التماثيل بين 70 سنتيمترا وأكثر من مترين، ويظهر العديد منها ملامح دقيقة، مثل أغطية الرأس والمجوهرات وعلامات الجسم، ولا تزال بعض الوجوه تحمل آثار أصباغ حمراء وسوداء، مما يدل على وجود رسومات في العصور القديمة.

جمعت الدراسة عدة أساليب علمية، منها فلورسنت الأشعة السينية، ومطيافية رامان الدقيقة، والتأريخ بالكربون المشع، لتحليل تركيب الأشكال وعمرها، وأظهرت النتائج أن الطين استُخرج مباشرةً من رواسب داخل الكهف، وجرى تشكيله دون إضافة أي مواد.

استخدمت طبقات غنية بالمنجنيز، عثر عليها في بعض التماثيل، لإنتاج أصباغ سوداء، وتُشير تواريخ الكربون المشع إلى أن معظم المنحوتات تعود إلى الفترة ما بين 600 و900 ميلادي، خلال العصر الكلاسيكي المتأخر، مع أن إحدى العينات تشير إلى نشاط في الكهف يعود إلى عام 151 قبل الميلاد.

يحمل الكهف نفسه أهمية ثقافية بالغة لدى مجتمع الميكس المحلي، الذي يربطه بالشخصية الأسطورية ري كونغ أوي، يقع مدخله عند قاعدة جدار من الحجر الجيري قرب نهر، وتحيط به غابة رطبة.

في الداخل، يمتد الكهف لأكثر من 500 متر (1640 قدما)، ويضم فنونا صخرية إلى جانب منحوتات طينية، تظهر بالقرب من بعض التماثيل رسومات يدوية سلبية، ورموز، ونقاط مرسومة، مما يُشير إلى استخدام طقسي معقد للمكان.

يعد هذا البحث أول دراسة منهجية لتماثيل الطين غير المحروقة في بيئات أمريكا الوسطى تحت الأرض، وكانت الأمثلة السابقة لفنون الطين غير المحروقة، مثل تلك الموجودة في إل زابوتال في فيراكروز وكاكاكستلا في تلاكسكالا، بمثابة اكتشافات معزولة وعلى النقيض من ذلك، يحتفظ كهف أواكساكا بمجموعة كاملة من الشخصيات، مما يوفر رؤية غير مسبوقة لهذا التقليد الفني.

أكد التحليل الكيميائي أن الحرفيين حصلوا على المنجنيز للصبغة السوداء مباشرةً من رواسب الكهوف، ورُبطت الصبغات الحمراء بأكاسيد الحديد، ومن المرجح أنها الهيماتيت، ويشير غياب أى مواد غريبة في الطين إلى أن التماثيل صُنعت بالكامل من موارد محلية، مما يعكس صلة وثيقة بين المجتمع وبيئته.

يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول الوظيفة الطقسية للكهف، وتشير شظايا الفحم التي عثر عليها بجانب المنحوتات إلى زيارات واحتفالات متكررة على مر القرون، بعض قطع الفحم مصنوعة من خشب الصنوبر، وهو خشب راتنجي يُستخدم غالبا في طقوس أمريكا الوسطى لدخانه العطري وإضاءته.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً