تغير المناخ وتيارات المحيط الأطلسي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


«بي بي سي» نيوز

لا يزال تغير المناخ يؤثر في النظم الطبيعية للأرض، مخلفاً عواقب وخيمة على النظم البيئية وأنماط الطقس في جميع أنحاء العالم. ومن بين الآثار العديدة لارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُعد انهيار «الدورة الانقلابية الزوالية الأطلسية»، وهي «نظام معقد من التيارات المحيطية في المحيط الأطلسي، تلعب دوراً حيوياً في تنظيم مناخ الأرض من خلال نقل الحرارة والملوحة حول العالم» أحد أكثرها إثارةً للقلق. يلعب هذا النظام الحيوي للتيارات المحيطية، دوراً حاسماً في تنظيم المناخ العالمي والظروف المحيطية، ما يجعل استقراره ضرورياً لصحة كوكبنا وفقاً لباحثون من جامعة بيرغن في النرويج.
يعمل التيار الأطلسي المتغير، الذي يُشبه غالباً حزاماً ناقلاً، كشبكة معقدة من التيارات التي تنقل الحرارة والمغذيات عبر المحيط الأطلسي.
تساعد هذه العملية في الحفاظ على توازن دقيق بتوزيع الحرارة، ما يؤثر في أنماط الطقس ومستويات سطح البحر والحياة البحرية على طول مساره.
ومع ذلك، أثارت الدراسات العلمية الحديثة مخاوف بشأن تأثر الدورة الأطلسية البحرية بآثار تغير المناخ. فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، قد يؤدي ذوبان القمم الجليدية القطبية وزيادة تدفق المياه العذبة إلى شمال الأطلسي لاختلال التوازن الدقيق للملوحة الذي يُحرك الدورة. ويهدد هذا الاختلال بإضعاف أو حتى إيقاف الدورة الأطلسية البحرية، مع عواقب وخيمة محتملة على استقرار المناخ العالمي.
وتداعيات ضعف أو انهيار الدورة الأطلسية البحرية عميقة وواسعة النطاق. ومن المخاوف المباشرة تأثير ذلك في أنماط الطقس الإقليمية، إذ يمكن أن تؤدي التغيرات في دوران المحيطات إلى تحولات بتدرجات درجات الحرارة ومستويات هطول الأمطار. أما بالنسبة للمناطق المطلة على شمال الأطلسي، مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، فقد تؤدي اضطرابات الدورة الأطلسية البحرية إلى تغيرات في المناخات الموسمية، ما قد يؤدي إلى ظواهر جوية أكثر تطرفاً واضطرابات في الممارسات الزراعية.
علاوة على ذلك، تلعب الدورة الأطلسية دوراً محورياً في تنظيم مستويات سطح البحر على طول سواحل المحيط الأطلسي.
وقد يؤدي ضعف نظام الدورة المائية إلى تفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر في بعض المناطق، ما يُشكل مخاطر جسيمة على المجتمعات الساحلية والنظم البيئية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً