أكّد الناقد الأدبي أحمد صلاح هاشم أن قصة “انتقام عصفور” للأديب زكريا صبح، عضو اتحاد كتاب مصر ونادي كتاب القصة، تعكس من عنوانها مفارقة ذكية تستدعي التأمل، إذ أن فكرة الانتقام عادة ما تُنسب إلى شخص قوي أو شرير، لا إلى كائن رقيق كالعصفور، ما يثير الدهشة ويدفع القارئ لاكتشاف مغزى القصة، واعتبر أن العنوان يحمل بعدًا تجاريًا بمعناه الإيجابي، حيث يجمع بين التشويق والقدرة على جذب القارئ دون أن يفرّط في القيمة الأدبية.
وأوضح هاشم خلال حديثه لبرنامج (هذه قصتي) أن عنوان القصة يشكّل تحديًا مزدوجًا، أولهما أن يكون العنوان مشوّقًا فيدفع القارئ للغوص في تفاصيل العمل، والثاني أن يحمل المعنى دون أن يكون مضللًا أو مبتذلًا، مضيفًا أن العنوان “انتقام عصفور” يطرح احتمالين دلاليين، إما أن العصفور ينتقم، أو أنه ضحية لانتقامٍ وقع عليه، مما يثري أفق التأويل لدى القارئ.
وأشار عضو إتحاد كتاب مصر إلى أن الكاتب استخدم رمزية العصفور ببراعة، حيث تحوّل الطائر إلى أيقونة للبراءة والضعف، مما عزّز تعاطف القارئ مع الشخصية الرئيسية، في مقابل شخصية الصياد التي حملت رمزية للشر والاستبداد، واعتبر أن القصة تتضمن دعوة ضمنية للتراحم الإنساني، ومحاسبة النفس، متسائلًا: “كيف نصطاد عصفورًا لمجرد المتعة؟” في إشارة إلى الظلم المجتمعي الذي قد يمارَس بلا مبرر.
وفي ختام حديثه أبدى هاشم إعجابه بالحركة السردية وتوظيف اللغة في القصة، مشيدًا باختيار الألفاظ والمعجم رغم ملاحظته حول ضرورة تخفيف بعض التعبيرات الثقيلة في مواضع معينة، واعتبر أن بداية القصة ونهايتها كُتبتا بحرفية لا يمكن الاستغناء عنها، بينما رأى أن تقليص حجم بعض الأجزاء الوسطى قد يكون مفيدًا لتحسين الإيقاع السردي.
برنامج (هذه قصتي) يُذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، هندسة إذاعية بيومي أحمد، إعداد وتقديم جيهان الريدي.