تواصل النيابة العامة بمحافظة الغربية تحقيقاتها الموسعة في واقعة الاعتداء على الطفل الذي يعمل بائعًا للحلوى، والتي شهدتها منطقة شكري القوتلي بمدينة المحلة الكبرى، وأسفرت عن موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتزامنًا مع تطورات القضية، تم استدعاء والد الطفل للتحقيق معه بشأن عدد من الاتهامات، أبرزها استغلال نجله في أعمال مخالفة للقانون وتعريض حياته للخطر.
تعود تفاصيل الواقعة إلى انتشار مقطع مصور يرصد لحظة تعدي شاب على طفل صغير بالضرب في أحد شوارع المحلة الكبرى، حيث كان الطفل يمارس عمله كبائع متجول للحلوى، ما أثار استياءًا واسعًا في الشارع المصري ودفع الجهات الأمنية إلى التحرك السريع. وبالفعل، تمكنت الأجهزة المعنية من ضبط المتهم، وتمت إحالته إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات الجارية.
وبعد تصاعد تفاعل الرأي العام، بدأ البحث في خلفيات وجود الطفل بالشارع خلال فترات النهار والليل، رغم صغر سنه، ما فتح المجال أمام مساءلة الأسرة عن ظروف معيشته وعمله. وقد أشارت مصادر مطلعة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن شبهة استغلال الطفل في أعمال تسول، خاصة مع تكرار ظهوره في عدة أماكن عامة تحت غطاء بيع الحلوى، الأمر الذي دفع النيابة إلى استدعاء والده وبدء التحقيق معه بشأن مسؤوليته المباشرة عن تلك الوقائع.
بالتوازي مع التحقيقات، تم إخطار المجلس القومي للطفولة والأمومة، حيث تولى خط نجدة الطفل متابعة الحالة، وتم عرض الطفل على فريق من المختصين النفسيين والاجتماعيين لتقييم حالته وتقديم الرعاية والدعم اللازمين له في هذه المرحلة. ويأتي هذا الإجراء في إطار التوجه العام للدولة نحو مكافحة كافة أشكال استغلال الأطفال، سواء الاقتصادي أو الجسدي، وضمان حمايتهم بموجب القوانين المنظمة لذلك.
وتسعى الجهات المعنية من خلال التحقيقات الجارية إلى الوقوف على مدى الإهمال الأسري أو التقصير المحتمل في رعاية الطفل، تمهيدًا لاتخاذ القرار القانوني المناسب لضمان مصلحته الفضلى، وحمايته من أي ممارسات قد تهدد سلامته النفسية أو الجسدية.
