دخلت المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة يومها الخامس في قطر، أمس الخميس، دون تحقيق أي تقدم جوهري، على الرغم من التفاؤل الأمريكي، والمناورة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي واصل المناورة وعاد إلى لغة التهديد بأنه إذا لم تنجح المفاوضات في تحقيق أهداف إسرائيل من الحرب، فسيتم تحقيقها باستخدام القوة، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل وافقت على ضخ قطر ودول أخرى الأموال لإعادة إعمار غزة خلال وقف إطلاق النار، في وقت أعلن الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل «لتوسيع» وصول المساعدات إلى غزة، في حين يدرس الاتحاد الأوروبي 10 خيارات لتحرك دبلوماسي ضد إسرائيل بشأن حقوق الإنسان وبالتزامن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب فرنسا والمملكة المتحدة.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لفرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المفاوضات: إن الوسطاء «يتنقلون بين الطرفين لتبادل الأفكار بهدف سد الفجوات المتبقية والحفاظ على الزخم للتوصل إلى الاتفاق».
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الخميس عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال روبيو للصحفيين على هامش اجتماع لدول جنوب شرق آسيا في كوالالمبور: «نحن متفائلون، أود أن أقول إننا نأمل في نهاية المطاف أن ينتقلوا إلى محادثات مباشرة»، لكنه حذّر من أننا «شهدنا سابقاً فشل المفاوضات في هذه المرحلة» وأضاف «أعتقد أننا نقترب من تحقيق هدفنا، وربما نكون أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة ونحن متفائلون، لكننا ندرك أيضاً أن التحديات لا تزال قائمة». وأضاف روبيو إن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف متفائل أيضاً بأنه سيتم عقد محادثات غير مباشرة قريباً.
من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لعائلات رهائن إسرائيليين مُحتجزين في قطاع غزة، التقاها خلال زيارته واشنطن: إنه لا يمكن التوصل لاتفاق شامل بالستين يوماً من الهدنة. وقال نتنياهو: إن مفاوضات إنهاء الحرب في غزة ستبدأ فوراً مع بداية وقف إطلاق النار وأضاف أنه إذا لم يتم نزع سلاح حماس وتفكيك الحركة خلال فترة 60 يوماً سنعود للقتال وأكد أن ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس ترامب بشأن قضايا غزة والمنطقة وخارجها سيفصل لاحقاً.
يأتي ذلك فيما صعّد الوزيران الإسرائيليان المتطرفان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أمس الخميس، الضغوط التي يمارسانها على نتنياهو، لمنعه من التوصل إلى «صفقة» والتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار وكان مسؤول إسرائيلي كبير قال الأربعاء: إن إسرائيل وحركة «حماس» قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق رهائن خلال أسبوع أو أسبوعين لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا رفضت حماس ذلك «فإننا سنمضي» في العمليات العسكرية.
من جهة أخرى، توصّل الاتحاد الأوروبي أمس الخميس إلى اتفاق مع إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى دخول مزيد من شاحنات الأغذية إلى غزة وفتح نقاط عبور إضافية، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للتكتل.
وقالت كايا كالاس عبر «إكس»: «توصلنا إلى اتفاق مع إسرائيل لتوسيع نطاق الوصول الإنساني إلى غزة» وأضافت المسؤولة الأوروبية: «هذا الاتفاق يعني فتح مزيد من المعابر، ودخول مزيد من شاحنات المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة وإصلاح بنى تحتية حيوية وحماية عمال الإغاثة، نعوّل على أن تنفذ إسرائيل كل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها» وقالت كالاس في بيان: إن التدابير التي وافقت عليها إسرائيل «يتم أو سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة، مع تفاهم مشترك على أن المساعدات على نطاق واسع يجب أن تصل مباشرة إلى السكان». ولفتت إلى أن الخطوات تشمل «زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالأغذية والمواد غير الغذائية» التي تدخل غزة، وفتح نقاط عبور أخرى في المناطق الشمالية والجنوبية من القطاع وإعادة فتح ممرات نقل المساعدات من الأردن ومصر وسيُستأنف بموجبه تزويد المنظمات الإنسانية بالوقود «حتّى مستوى التشغيل».
كما عرضت دائرة العمل الخارجي الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي أمس الخميس 10 خيارات لاتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل بعد أن خلصت الشهر الماضي إلى وجود «مؤشرات» على أن إسرائيل انتهكت التزامات مرتبطة بحقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع التكتل.
في غضون ذلك، قال موقع «واينت» الإسرائيلي «كجزء من المفاوضات حول صفقة الرهائن، وافقت إسرائيل من حيث المبدأ على أن تبدأ قطر ودول أخرى في ضخ الموارد والأموال لإعادة إعمار قطاع غزة بالفعل خلال وقف إطلاق النار» وأضاف أن «حماس تطالب بذلك كجزء من الضمانات بأن نية إنهاء الحرب جدية وتصر إسرائيل على ألا تقوم الدوحة بتحويل الأموال وحدها، بل أيضاً دول أخرى».
إلى ذلك، قال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر «أؤمن بمستقبل حل الدولتين.. الذي سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها، أؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها إلى أفق للسلام». (وكالات)