«سي إن إن»
سلّطت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي لايدن هولندا وستانفورد الأمريكية الضوء على الأثر الإيجابي الكبير للمساحات الخضراء الحضرية في الصحة النفسية. وتُبرز النتائج الدور المحوري للطبيعة في تعزيز الرفاهية، لاسيما في بيئات المدن الصاخبة. ولا يُبرز هذا البحث أهمية دمج المساحات الخضراء في التخطيط الحضري فحسب، بل يُقدم أيضاً رؤى قيّمة حول استراتيجيات فعّالة من حيث التكلفة لتعزيز الصحة النفسية في المناطق المكتظة بالسكان.
وكشفت الدراسة أن التعرض للمساحات الخضراء في المناطق الحضرية يرتبط بمجموعة من فوائد الصحة النفسية. فقد أفاد سكان المدن ذات المساحات الخضراء الوفيرة بانخفاض مستويات التوتر والقلق والاكتئاب مقارنةً بمن يعيشون في بيئات أقل خضرة. كما وُجد أن وجود المتنزهات والحدائق وغيرها من العناصر الطبيعية في المناطق الحضرية له تأثير مهدئ في السكان، مما يُسهم في تحسين صحتهم العامة.
علاوةً على ذلك، ارتبط الوصول إلى المساحات الخضراء بزيادة النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع بين سكان المدن. وتلعب هذه العوامل دوراً حاسماً في تعزيز المرونة النفسية والحد من خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية لدى سكان المدن.
ومن أهم نتائج الدراسة تحديد تدخلات منخفضة التكلفة يمكن تطبيقها لتعزيز الصحة النفسية في المناطق الحضرية. فمبادرات بسيطة، كإنشاء حدائق مجتمعية، وغرس الأشجار في الشوارع، وإعادة إحياء المساحات الخضراء القائمة، يمكن أن تُحدث تأثيراً كبيراً في الصحة النفسية لسكان المدن.
من خلال إعطاء الأولوية لدمج الطبيعة في تصميم وتخطيط المدن، يمكن لصانعي السياسات تهيئة بيئات تدعم الصحة النفسية وتعزز جودة حياة جميع السكان. هذه الاستراتيجيات الفعّالة من حيث التكلفة لا تعود بالنفع على الصحة النفسية للأفراد فحسب، بل تُسهم أيضاً في استدامة المدن وصلاحيتها للعيش بشكل عام.
ولنتائج هذه الدراسة تداعيات مهمة على مخططي المدن وواضعي السياسات ومسؤولي الصحة العامة.
