قالت الدكتورة مونيكا وليام في العلوم السياسية إن المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تحمل قدرًا كبيرًا من الهشاشة، مؤكدة أنه لا يمكن قراءة ما يحدث في غزة بمعزل عن المشهد الإقليمي، خاصة الحرب الأخيرة التي دارت بين إسرائيل وإيران.
وأضافت في حديثها ببرنامج (المشهد ) أن الاتفاق المطروح يفتقر لأي أفق سياسي يعالج جذور القضية الفلسطينية، وأن هناك فجوات كبيرة لا يمكن تجاوزها بين مواقف إسرائيل وحركة حماس.
وأوضحت وليام أن إسرائيل تتعامل مع وقف إطلاق النار على أنه هدنة اضطرارية لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، مشددة على أنه لا يمكن فصل تطورات غزة عن تداعيات حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران، و أن إسرائيل حاولت استغلال الملف الإيراني كورقة ضغط في ظل زيارة نتنياهو إلى واشنطن.
وحول زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، قالت الباحثة السياسية إن هذه الزيارة لم تحقق أي نتائج ملموسة، حيث قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي شروطًا اعتبرتها غير واقعية تجاه إيران، مثل وقف تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية ووقف دعم ما تسميه إسرائيل بـ”الإرهاب”، وهو ما قوبل برد ساخر من وزير الخارجية الإيراني.
وأكدت أن السيناريو الحالي يتكرر كما حدث في يناير الماضي، حينما قدمت إسرائيل وعودًا سرعان ما تراجعت عنها. وحذّرت من مشروع التهجير القسري والسيطرة على 40% من القطاع، وهو مشروع يروج له علنًا وزراء في الحكومة مثل إيتمار بن غفير. وفي الوقت نفسه، ترى أن حماس ما تزال تملك أوراق ضغط ميدانية، خاصة مع تصاعد الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي، كما ظهر في احتجاجات السبت التي طالبت بوقف الحرب وتحرير الأسرى.
واختتمت وليام حديثها بالإشارة إلى أن المرحلة القادمة ستُحسم بناءً على ثلاث عوامل أساسية ،أولها استمرار الضغط الشعبي الإسرائيلي، وثانيها موقف الولايات المتحدة وما إذا كان سيتحول إلى ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية، وثالثها العامل الزمني الداخلي، مثل إمكانية حل الكنيست أو تفكك الحكومة.
برنامج (المشهد ) يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار.
لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار..اضغط هنا