وقعت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردو حركة “23 مارس” المدعومة من رواندا، اليوم السبت، إعلان مبادئ في قطر، يمهد الطريق لاتفاق سلام شامل ينهي سنوات من النزاع المسلح في شرق الكونغو.
ويتضمن الإعلان التزاما بإعادة سلطة الدولة إلى المدن الرئيسية التي يسيطر عليها المتمردون، وبناء الثقة من خلال إجراءات مثل تبادل الأسرى واستعادة مؤسسات الدولة في المناطق الخارجة عن سيطرتها -وذلك وفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي- خلال مؤتمر صحفي- إن الإعلان يعد خطوة أولى نحو تسوية دائمة للنزاع، مشيرا إلى أن “الاتفاق يتضمن إجراءات لبناء الثقة، من بينها تبادل المحتجزين، وإعادة بسط سيادة الدولة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها المتمردون”. لكن تباينت تفسيرات الطرفين بشأن ما إذا كان الاتفاق يشمل انسحابا صريحا للمتمردين من المدن التي يسيطرون عليها. ففي حين صرح برتراند بيسيموا، أحد قادة “23 مارس”، أن “الإعلان لا يتحدث عن انسحاب، بل عن آليات تمكين الدولة من ممارسة صلاحياتها”، قال الناطق باسم الحكومة الكونغولية، باتريك مويايا، إن الإعلان ينص على “انسحاب غير قابل للتفاوض” للمتمردين، يتبعه نشر قوات ومؤسسات الدولة.
ويمثل هذا الإعلان أول التزام مباشر من الطرفين منذ أن سيطر المتمردون على مدينتي جوما وبوكافو مطلع العام في تصعيد كبير للصراع.
وتنص الوثيقة، التي أطلعت عليها وكالة “أسوشيتد برس”، على توقيع اتفاق نهائي للسلام قبل 18 أغسطس، بما يتماشى مع اتفاق سابق تم بين الكونجو ورواندا بوساطة أمريكية في يونيو الماضي. كما تضمن الإعلان البنود الرئيسية لذلك الاتفاق، ومنها ضمان عودة النازحين وحمايتهم.
وأكد مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسعد بولص، الذي حضر محادثات الدوحة، أن “الوقت قد حان لحل نهائي”، مشددا على أن “الاعتراف بسيادة الدولة على المناطق الخاضعة للمتمردين هو جوهر الاتفاق”.