سلط الدكتور محمد العدل، مدرس واستشاري الروماتيزم وأمراض المفاصل وآلام العمود الفقري بكلية طب جامعة الأزهر، لتسليط الضوء على مرض غامض يعرف بـ”سارق السعادة”، وهو الاسم الدارج لمرض الفيبروميالجيا.
أوضح “العدل”، خلال لقائه مع الإعلامية مروة مطر، ببرنامج “أنا والناس”، المذاع على قناة “النهار”، أن الفيبروميالجيا أصبحت محط اهتمام واسع على السوشيال ميديا، مع تزايد عدد الحالات المشخصة، ولكن هناك سوء فهم شائع حول طبيعته، مؤكدًا أن هذا المرض يُمكن أن يكون ثانويًا نتيجة لأمراض أخرى مثل الروماتويد والذئبة وأمراض الغدد، أو قد ينجم عن صدمات نفسية وعمليات جراحية في العمود الفقري.
أشار إلى أن الفيبروميالجيا تحدث نتيجة خلل في النواقل الكيميائية بالمخ، مثل السيروتونين، المسؤول عن الشعور بالسعادة، ويؤدي هذا النقص إلى اضطراب في وظائف الجسم، مما ينعكس على الحالة النفسية والجسدية للمريض.
لفت إلى أنه تتعدد أعراض الفيبروميالجيا وتتداخل مع أعراض أمراض أخرى، مما يجعل تشخيصها صعبًا، ومن أبرز هذه الأعراض: الأرق واضطرابات النوم، حيث يستيقظ المريض مرهقًا، وكأنه تعرض لضغط جسدي كبير، فضلا عن ضبابية التفكير وقلة التركيز، حيث يعاني المريض من صعوبة في التفكير والتركيز وتشتت الأفكار، علاوة على التهيج والعصبية المفرطة، وآلام واسعة الانتشار في المفاصل والعضلات، واضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة القولون، وجفاف العين والفم، وأفكار سلبية، قد تصل إلى الميول الانتحارية في بعض الحالات، إضافة إلى الحساسية الشديدة للضوء والصوت.
نوه بأن التشخيص يعتمد على استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر، ووجود آلام في مناطق محددة بالجسم، بالإضافة إلى استبعاد الأمراض الأخرى من خلال الفحوصات الطبية، ولا يوجد تحليل محدد يؤكد الإصابة بالفيبروميالجيا، ولكن يعتمد التشخيص على الأعراض والتاريخ المرضي، وخاصة التعرض لصدمات نفسية عنيفة.
أكد أن الفيبروميالجيا تُصيب النساء بشكل أكبر، ولكن عندما يُصاب بها الرجال، تكون الأعراض أكثر حدة وصعوبة في التقبل، مشيرًا إلى أن هذا المرض قد يؤثر سلبًا على العلاقات الزوجية والاجتماعية، حيث قد يُساء فهم المريض على أنه عنيد أو متكاسل، مما يزيد من معاناته النفسية.
شدد على أن علاج الفيبروميالجيا لا يقتصر على الأدوية فقط، بل يتطلب دعمًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا، فالدعم من المحيطين بالمريض، وتجنب الضغوط والتوتر، يلعب دورًا حاسمًا في تحسن حالته. كما نصح بتجنب بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان والسكريات والقمح، لأنها قد تهيج القولون وتزيد من الاضطرابات.
في رسالة إلى المحيطين بالمرضى، قال: “فلتكن خيراً أو لتصمت، وإذا لم تستطع دعم المريض، فلا تؤذيه بالكلام أو الضغط عليه”.