أكد السفيرعلاء يوسف، سفير مصر في باريس ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد زخما متناميا توج بالزيارة المهمة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر خلال أبريل الماضي، والتي شهدت ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فضلا عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات استراتيجية كالصحة والنقل والطاقة المتجددة.
وأشار السفير علاء يوسف إلى التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي، مؤكدا أن فرنسا تعد شريكا اقتصاديا وتجاريا رئيسيا لمصر، خاصة مع ما شهده التبادل التجاري بين البلدين من نمو ملحوظ في السنوات الأخيرة.
جاء ذلك في حفل استقبال اقامه السفير علاء يوسف في “بيت مصر” بالمدينة الجامعية الدولية في باريس، بحضور لفيف من المسئولين والشخصيات العامة الفرنسية وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية المقيمة في فرنسا بمناسبه الاحتفال بذكرى ثورة يوليو المجيدة.
وقال السفير علاء يوسف إن “بيت مصر” بالمدينة الجامعية في باريس; أصبح رمزا للتعاون الثقافي والعلمي بين مصر وفرنسا، ومنارة ثقافية وحضارية وضاءة لمصر في قلب باريس، كما يعكس حرص الدولة المصرية على دعم شبابها في الخارج، وتعزيز حضورها العلمي والثقافي في العالم.
وأضاف أن ثورة 23 يوليو المجيدة مثلت نقطة تحول مهمة في تاريخ الدولة المصرية الحديثة، وأنها تعد من أعظم ثورات القرن العشرين التي امتد أثرها خارج حدود مصر، لتكون مثالا للحرية والاستقلال للعديد من الدول” و أضاف “هذه المناسبة تذكرنا بالقيم والمبادئ الفريدة التي يتمتع بها الشعب المصري، والتي دفعته إلى تصحيح مسار وطننا الغالي من خلال ثورة 30 يونيو 2013، وهي ذات القيم والمبادئ التي أسست ركائز الجمهورية الجديدة التي دشنت بداية حقبة جديدة في مسيرة الوطن; تقوم على أسس التنمية، والمواطنة، وتعزيز الحريات، واحترام دولة القانون والمؤسسات”.
كما سلط السفير المصري – في كلمته – الضوء على التعاون الثنائي في مجال التعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرا إلى ملتقى الجامعات المصرية والفرنسية الذي نظم في جامعة القاهرة خلال زيارة الرئيس ماكرون، وتوج بتوقيع 42 بروتوكول تعاون بين 13 جامعة مصرية و22 جامعة فرنسية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار السفير علاء يوسف إلى التنسيق القائم بين مصر وفرنسا إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، قائلا “يشكل هذا التعاون ركيزة حقيقية لدعم الاستقرار في عالم يواجه أزمات متعددة، وفي ظل السياق الجيوسياسي الراهن، وخاصة في الشرق الأوسط، تجسد الشراكة بين البلدين نموذجا ملموسا للتعاون القائم على الثقة والاحترام المتبادل”.
وخلال الحفل، رحب السفير علاء يوسف بالدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ومرشح مصر لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، موضحا أنه ساهم بشكل كبير، من خلال منصبه في الحكومة المصرية، في تطوير قطاع الآثار في مصر، وترميم العديد من المواقع الأثرية المهمة، وإقامة مشاريع ضخمة، مثل المتحف المصري الكبير الذي سيتم افتتاحه قريبا، والمتحف القومي للحضارة المصرية.
وأعرب عن تطلعه لفوزه في انتخابات مدير عام اليونسكو كونه يجسد القيم الحضارية التي تسعى اليونسكو إلى تعزيزها.
حضر الحفل: عدد كبير من المسئولين والشخصيات العامة الفرنسية، فضلا عن السفراء الأجانب المعتمدين لدى فرنسا أو لدى المنظمات الدولية في باريس، والقنصل العام السفير تامر توفيق وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بباريس والمكاتب الفنية، ونيافة الأنبا مارك أسقف باريس وشمال فرنسا للكنيسة القبطية الارثوذكسية، بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء الجالية المصرية المقيمة في فرنسا.