
كثف الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، غاراته التي قتلت أكثر من 100 فلسطيني، كما واصل استهداف طالبي المساعدات الإنسانية، تزامنا مع اشتداد المجاعة، في وقت تحذّر فيه منظمات دولية من وقوع كارثة إنسانية كبرى إذا لم يتم التحرك العاجل، فيما باتت الحكومة الإسرائيلية محاصرة بالانتقادات المتزايدة بسبب الوضع الإنساني المأسوي في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر.
في اليوم ال663 من الحرب العدوانية على غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع مقتل 104 فلسطينيين و399 مصاباً جراء القصف والغارات خلال 24 ساعة بين يومي الثلاثاء والأربعاء، ليرتفع بذلك عدد الضحايا منذ بدء الحرب 60138 قتيلاً و146269 مصاباً كما أعلنت الوزارة ارتفاع عدد الوفيات بسبب المجاعة إلى 154 منها 89 طفلاً. وسجلت 7 وفيات جديدة خلال 24 ساعة، جراء تفاقم سياسة التجويع وسوء التغذية وقالت الوزارة، في بيان عبر تطبيق «تليغرام»: «إن كل المحاولات البائسة لنفي حقيقة المجاعة تعريها أعداد الوافدين إلى أقسام الطوارئ وأعداد الوفيات التي طالما حذرنا من حدوثها»، مؤكدة أن الجوع بات أداة قتل ممنهجة ضد المدنيين في القطاع.
وأفاد مدير مستشفى الشفاء في غزة أن نحو 20 ألف طفل دخلوا مرحلة متقدمة من سوء التغذية ويواجهون خطر الوفاة، فيما تحوّلت أجساد عدد من الأطفال إلى هياكل عظمية نتيجة النقص الحاد في الغذاء والعناصر الأساسية، بالتزامن مع انتشار حالات الإغماء بين السكان بسبب الجوع.
وقتل 13 فلسطينياً وأصيب العشرات جراء استهداف القوات الإسرائيلية لجياع أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية والمياه في مناطق متفرقة بقطاع غزة.
ووفقاً لمصادر في الإسعاف والطوارئ فقد شملت الحصيلة 6 قتلى و40 مصاباً على الأقل جراء قصف استهدف مركزاً للمساعدات شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما أفاد مستشفى القدس بإصابة 8 أشخاص من طالبي المساعدات عند مفرق النابلسي غربي مدينة غزة.
وفي حادثة منفصلة، قصفت القوات الإسرائيلية مجموعة من المواطنين أثناء تزودهم بالمياه من شاحنة في منطقة المواصي غرب رفح، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما أكدت الطواقم الطبية تسجيل 7 إصابات في هذا القصف.
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن الأطفال يقفون في طوابير طويلة تحت الشمس بانتظار الحصول على وجبة أو جرعة ماء نظيفة، محذّرة من أن «الأزمة تتفاقم بينما يراقب العالم بصمت».
وأشارت «الأونروا» إلى أن الحصول على المياه النظيفة لا يزال «تحدياً يومياً» لمعظم سكان القطاع، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض القاتلة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وتأتي هذه التطورات وسط القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات الإنسانية، ما دفع خبراء في الشأن الإنساني إلى التحذير من «مقتلة جماعية وشيكة»، خصوصاً في صفوف الأطفال، إذا لم يُفتح ممر إنساني فوري يسمح بدخول المواد الغذائية والطبية من دون شروط أو تأخير.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان: إن عشر شاحنات تابعة للمنظمة تحركت من العريش في مصر إلى معبر كرم أبو سالم لدخول قطاع غزة، تحمل أدوية أساسية، ومستلزمات مختبرات، ومواد لاختبار المياه، مشيراً إلى أنه يُتوقع وصول شاحنتين إضافيتين اليوم الخميس تحملان مستلزمات طبية.
وأوضح أن جميع إمدادات منظمة الصحة العالمية ستُنقل بعد ذلك إلى غزة، إلى جانب 3 شاحنات تحمل مستلزمات طبية من شركاء صحيين، قائلاً: إن الاحتياجات الصحية في غزة هائلة وإن التدفق المستمر للمستلزمات الطبية يُعد أمراً بالغ الأهمية»، مشيراً إلى أن المنظمة تواصل دعوتها لضمان وصول المساعدات الطبية، بشكل مستدام وآمن ودون عوائق إلى غزة وعبرها، وتدعو إلى وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل هدَّدت بوقف عمليات إسقاط المساعدات إذا تم نشر فيديوهات توثق الدمار في قطاع غزة.
وحسب الصحيفة فإن مسؤولين إسرائيليين حذروا الصحفيين الذين كانوا على متن طائرات المساعدات فوق غزة، من أن عمليات إسقاط المساعدات على القطاع قد يتم إلغاؤها إذا قام الإعلاميون على متن الطائرات بتصوير القطاع المدمر من الأعلى.
وأعلنت بلجيكا، أمس الأربعاء، أنها ستشارك مع عدة بلدان في عملية ينسقها الأردن لإلقاء المساعدات من الجو على غزة وقالت وزارتا الخارجية والدفاع بأن طائرة بلجيكية تحمل معدات طبية ومواد غذائية بقيمة 600 ألف يورو تقريباً (690 ألف دولار) ستتوجّه «قريبا» إلى الأردن حيث ستبقى في حالة استعداد لتنفيذ عمليات إلقاء المساعدات من الجو بالتنسيق مع عمّان.
وأعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس، أمس الأربعاء، أن بلادها ستستقبل 13 طفلاً مريضاً من غزة برفقة عائلاتهم على متن طائرة عسكرية مجهزة طبياً ستقلع من الأردن، ليتلقوا العلاج في مستشفيات إسبانية.(وكالات)