
في خطوة نادرة بين الصناديق السيادية، تعتزم الشركة العربية للاستثمار (TAIC)، أحد أقدم المستثمرين المدعومين من الحكومات في الشرق الأوسط، بيع كامل أصولها القديمة البالغة 1.2 مليار دولار، في إطار استراتيجية جديدة تركز على الأسواق الخاصة وزيادة العوائد الاستثمارية.
وجاء هذا التحول الجذري بعد أن واجه الصندوق قبل أكثر من عام، خياراً وجودياً بين إغلاق أبوابه بعد نصف قرن من العمل أو إعادة هيكلة استراتيجيته الاستثمارية. وفي النهاية، استعانت الشركة بمدير تنفيذي جديد هو عبدالله باخريبة، القادم من شركة «ستيت ستريت» الأمريكية، لقيادة عملية التحول الشاملة.
وقال باخريبة في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ: نحن حرفياً في وضع الخروج من كامل محفظتنا الاستثمارية، بهدف إعادة توجيه الأموال نحو أسواق خاصة وقطاعات استراتيجية مثل الرعاية الصحية والتعليم والصناعات، مع القيام برهانات تكتيكية على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الهدف رفع العوائد السنوية إلى 9% بدلاً من متوسط 5% خلال السنوات الماضية.
تنويع المحافظ الاستثمارية
وتتماشى هذه الخطوة مع توجه أوسع بين الصناديق السيادية الخليجية التي تسعى لتنويع محافظها الاستثمارية وتحقيق عوائد أعلى، إذ ضخت هذه الصناديق مليارات الدولارات في قطاعات متعددة من التقنية والرياضة إلى الألعاب الإلكترونية. ففي السعودية، يستثمر صندوق الاستثمارات العامة في مجموعة واسعة من القطاعات، بينما تحتضن أبوظبي ثلاثة صناديق سيادية توسعت نحو الائتمان الخاص وأسواق مالية متنوعة.
وتتميز الشركة عن غيرها من الصناديق في المنطقة، إذ إنها كيان إقليمي مقره الرياض تأسس عام 1974 برأسمال أولي بلغ 60 مليون دولار، ويخضع لإشراف 17 دولة عربية أبرزها السعودية والكويت الإمارات. (بلومبيرغ)